نهر الليطاني في لبنان كنز مائي يهدده التلوث
نهر الليطاني من أكبر الأنهار في لبنان، يمتد على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا شمال سهل البقاع إلى مصبه غربا في البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ سعته نحو 750 مليون متر مكعب سنويا، وقد أُقيمت عليه العديد من المشاريع للاستفادة منه في إنتاج الطاقة الكهرومائية، وتأمين مياه الري والشرب.
حوض نهر الليطاني
يبدأ منبع نهر الليطاني في قرية العليق شمال سهل البقاع، ويقطع مسافة 140 مترا جنوبا ليملأ بحيرة قرعون الصناعية، ثم ينعطف غربا ليصب في البحر المتوسط.
ويبلغ طول النهر نحو 170 كيلومترا، ومساحته 2175 كيلومترا مربعا، ويحتل حوالي 20% من مساحة لبنان.
يضم الليطاني عددا من الروافد والجداول، فعلى ضفته اليمنى توجد أنهار منها نهر البردوني وشتورا وقب الياس، إضافة لينابيع منها نبع سعد نايل وعمّيق والخريزات ومشغرة.
أما على ضفته اليسرى، فنجد نهر يحفوفا ونهر الغزيل، الذي يتكون من تجمعات للينابيع والأنهار الصغيرة، منها الفاعور وعين البيضا والفارغ وشمسين وعنجر.
وتساهم عين شمسين وغيرها من ينابيع سهل البقاع في ري الأراضي الزراعية قبل أن تصب في نهر الليطاني.
تقول بعض التقديرات إن نهر الليطاني يضم نحو 30% من إجمالي المياه الجارية في الأنهار اللبنانية.
يُعرف المجرى السفلي لنهر الليطاني بـ"نهر القاسمية"، وقد سُمي باسم المنطقة التي يمر بها، ويصب في البحر الأبيض المتوسط.
بحيرة قرعون
من أكبر البحيرات الاصطناعية في لبنان، يصب فيها نهر الليطاني بعد انحداره من سهل البقاع جنوبا، تكونت عام 1956 بعد بناء سد القرعون.
يبلغ طول البحيرة 1090مترا وعمقها 61 مترا، وسعتها 220 مليون متر مكعب (وفق موقع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني).
وكانت أحد أبرز الأماكن السياحية في لبنان، وتحيط بها سلسلة كبيرة من المطاعم والمقاهي والمتنزّهات والشاليهات، لكنها تأثرت بالملوثات التي سيطرت على نهر الليطاني، وأصبحت مستنقعا للصرف الصحي، الأمر الذي سبب نمو نوع خطير من البكتيريا أدى لإعدام الحياة المائية والسياحية في البحيرة.
سد القرعون
يُطلق عليه أيضا سد نهر الليطاني، وهو سدٌّ ركاميّ من الرّدميّات الصّخريّة مع طبقة أماميّة من الصّخور المرصوفة.
يبلغ حجمه حوالي مليوني متر مكعب تقريبا، وقد بُني لتوفير الكهرباء وتوليد الطّاقة في المعامل الكهربائيّة، لكن لم يتحقق هذا الهدف بسبب استهداف إسرائيل المتكرر للمولدات، التي تغذي محطات ضخ المياه في جنوب لبنان، وتراجع نسب المياه الضرورية لتوليد الطاقة.
كما استُخدمت مياهه أيضا لريّ ما يزيد عن 14 كيلومترا مربعا من أراضي سهل البقاع الزراعية، وحوالي 360 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية في جنوب لبنان.
أهمية نهر الليطاني
لنهر الليطاني دور حيوي في الاقتصاد اللبناني، إذ يوفر جزءا كبيرا من مياه الري، ويساهم في توليد الطاقة الكهرومائية، وتلبية احتياجات العديد من القرى والمناطق الحضرية، إذ تروي مياهه أراضي واسعة، وتزوّد مصانع المنتجات الغذائية الواقعة على ضفافه بالماء.
وتقع العديد من بلدات سهل البقاع الزراعية المجاورة للجبل على ضفة النهر وتستفيد من مائه المتدفق، ومن بين هذه البلدات، بلدة شتورة التي تعد السلة الزراعية للبنان.
تلوث نهر الليطاني
يواجه نهر الليطاني تحديات بيئية جسيمة بسبب مروره بعدة مناطق سكنية وصناعية تُصرّف مخلفاتها في مياهه.
تلقي المصانع المحيطة بالنهر مخلفاتها الكيميائية فيه دون معالجة، ما يزيد نسبة المواد السامة في مياهه، فأصبح ناقلا للأمراض والملوثات ويهدد التنوع البيولوجي في حوضه.
وتساهم الأسمدة والمبيدات الكيميائية المستخدمة في المزارع من حول نهر الليطاني بشكل مباشر في تلوثه ورفع مستوى النيتروجين والمعادن الثقيلة في مياه حوضه الجوفي.
وقد أدى هذا التلوث إلى تضرر جودة المياه وتلوث الأراضي الزراعية والمسطحات المائية المرتبطة بالنهر، الأمر الذي يهدد الحياة البرية وصحة التجمعات السكنية التي تعتمد على مياه النهر.