مارك روته من قيادة الحكومة الهولندية إلى رئاسة الناتو

مارك روته، سياسي هولندي وُلد عام 1967 في مدينة لاهاي، وتلقى فيها تعليمه الأولي. درس التاريخ في جامعة ليدن، وانخرط في السياسة عضوا في حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية.
شغل روته مناصب حكومية عدة، أبرزها رئاسة الحكومة الهولندية 4 دورات، وعُرف بتوجهاته الليبرالية المحافظة، ومعارضته لبعض سياسات الرؤساء الأوروبيين، ومواقفه تجاه قضايا اللجوء والهجرة.
وفي 26 يونيو/حزيران 2024، اختير روته ليكون الأمين العام الـ14 لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتولى منصبه رسميا في 1 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه خلفا للنرويجي ينس ستولتنبرغ.
المولد والنشأة
وُلد مارك إيزاك روته يوم 14 فبراير/شباط 1967 في مدينة لاهاي. كان والده رجل أعمال في إندونيسيا، ونجا من السجن في معسكر اعتقال ياباني أثناء الحرب العالمية الثانية، في حين أن زوجته الأولى لم تنج، فتزوج من أختها ميكي والدة روته.
روته هو الأصغر بين 7 أبناء، وتأثر بشدة بوفاة أحد إخوانه بسبب مرض الإيدز في ثمانينيات القرن العشرين، ولم يتزوج أبدا.

الدراسة والتكوين العلمي
تلقى روته تعليمه الأولي في لاهاي، ثم التحق بمدرسة مارلانت الثانوية، وتخصص في الفنون وكان يطمح أن يصبح عازف بيانو، لكنه اختار دراسة التاريخ في جامعة ليدن، وحصل على الماجستير عام 1992.
وأثناء دراسته الجامعية، انضم إلى الجناح الطلابي لحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، وهو حزب ليبرالي محافظ.
التجربة العملية والسياسية
بدأ روته مسيرته المهنية في مجال الموارد البشرية في شركة يونيليفر القابضة، ثم أصبح عام 1997 مديرا للموارد البشرية في شركة "فان دن بيرغ"، التي كانت جزءا من يونيليفر.
في عام 2002، أصبح مديرا للموارد البشرية في إحدى الشركات الفرعية لشركة يونيليفر القابضة. وفي العام نفسه، شغل منصب نائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومتي جان بيتر بالكينيندي الأولى والثانية حتى يونيو/حزيران 2004.
عام 2003، أصبح روته عضوا في مجلس النواب الهولندي مدة 5 أشهر، وشغل لاحقا منصب وزير التعليم والثقافة والعلوم حتى عام 2006.
بعد إجراء انتخابات داخلية في حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية عام 2006، فاز روته برئاسته متفوقا على وزيرة الهجرة ريتا فيردونك التي طردت من الحزب في العام التالي.
وفي الانتخابات البرلمانية عام 2010، فاز الحزب بأكبر عدد من المقاعد، وأصبح روته رئيسا للوزراء على رأس حكومة أقلية في ائتلاف مع حزب النداء الديمقراطي المسيحي.
كما حصل روته على تأييد من السياسي خيرت فيلدرز، المعروف بعدائه الشديد للإسلام وكراهيته للاجئين، ومن حزبه المنتمي إلى أقصى اليمين، الذي كانت حكومة الأقلية تحتاج إليه لتمرير التشريعات.

استمرت فترة رئاسة روته الأولى حتى أبريل/نيسان 2012، عندما سحب فيلدرز دعمه بسبب عجز الميزانية، مما أدى إلى انهيار حكومة الأقلية.
وبعد انتخابات أجريت في سبتمبر/أيلول 2012، عاد روته إلى منصب رئيس الوزراء، بحكومة ائتلافية مع حزب العمل الهولندي، وحقق الحزبان الأغلبية في البرلمان.
قاد روته هولندا أثناء أزمة الديون الأوروبية والتعافي منها، كما انخفضت أثناء ولايته الثانية معدلات البطالة، وعُرف بمعارضته لسياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي الانتخابات العامة عام 2017، فاز روته بولاية ثالثة بعد هزيمته فيلدرز، الذي كان يرفع شعار "إعادة مجد هولندا" المقتبس من شعارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأثناء جائحة كورونا (كوفيد-19) التي اجتاحت مناطق واسعة في العالم أواخر عام 2019، ركزت حكومة روته على الصحة العامة وشجعت المواطنين على التطعيم، غير أن التأخر في توزيع اللقاح لاقى انتقادات من السياسيين الهولنديين، وأثار حظر التجوال احتجاجات داخل البلاد.
في عام 2021، انهارت الحكومة بسبب فضيحة تتعلق باتهامات بالاحتيال الضريبي ضد ما يصل إلى 20 ألف عائلة، غالبيتها من الأقليات العرقية. إثر ذلك استقال الوزراء، لكن روته نجا من تصويت حجب الثقة، فأعاد بناء الحكومة.
وبسبب قدرته على التخلص من تهم الفساد التي وُجهت إليه، لقبه البعض بـ"مارك التفلون" (التفلون مادة تصنع منها أواني تمنع التصاق الأطعمة عليها).

في العام التالي، شهدت البلاد انتخابات عاد فيها روته إلى السلطة على رأس ائتلاف مع حزب الديمقراطيين، والنداء الديمقراطي المسيحي، والاتحاد المسيحي الأرثوذكسي.
وفي هذه الفترة، فرضت الحكومة قيودا جديدة على مخلفات الماشية، ما أثار معارضة شديدة من المزارعين في جميع أنحاء البلاد.
كما دعم روته أوكرانيا وحقها في الدفاع عن نفسها بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، منتقدا سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعهدت هولندا بتقديم معدات عسكرية لكييف، بما في ذلك دبابات "ليوبارد" ومقاتلات إف -16.
أثار نهج روته سخط أعضاء حزبه الذين اشتكوا من أنه يستمع كثيرا إلى حزبي الديمقراطيين والاتحاد المسيحي، لا سيما فيما يتعلق بسياسات الهجرة.
وفي يوليو/تموز 2023، انهار ائتلاف حكومة روته بسبب النقاشات حول قضايا اللجوء والهجرة، وما يتعلق بمن يحق لهم تقديم طلبات لم شمل الأسرة.
أعلن روته استقالته من منصبي رئيس الحكومة وزعيم الحزب، وأوضح أن الخلافات بشأن قضايا الهجرة داخل الائتلاف الحاكم أصبحت غير قابلة للحل، لكنه لم يشر إلى نيته اعتزال السياسة.

قيادة الناتو
أواخر عام 2023، بدأ روته حملته للترشح لمنصب الأمين العام للناتو، رغم أنه ظل يشغل منصب رئيس الحكومة الهولندية لتصريف الأعمال حتى يوليو/حزيران 2024.
وقد اختار معظم الناخبين الاصطفاف إلى جانب روته، الذي كان ينظر إليه على أنه يمتلك مؤهلات قوية في مجال الدفاع والأمن.
وفي 26 يونيو/حزيران 2024، تم اختيار روته ليكون أمينا عاما للناتو، وتولى منصبه رسميا في 1 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، ليكون الأمين العام الـ14 للتحالف خلفا للنرويجي ينس ستولتنبرغ الذي ظل يدعمه في فترة ترشحه للمنصب.
الوظائف والمسؤوليات
- مدير الموارد البشرية في شركة "فان دن بيرغ".
- نائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل.
- عضو في مجلس النواب الهولندي.
- وزير الدولة للتعليم والثقافة والعلوم.
- زعيم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية.
- رئيس الحكومة الهولندية.
- الأمين العام لحلف الناتو.