أحمد عادل كمال.. مؤرخ الفتوحات الإسلامية

أحمد عادل كمال قيادي بجماعة الإخوان المسلمين

أحمد عادل كمال سياسي ومؤرخ مصري نشط في صفوف الرعيل الأول من الإخوان المسلمين"، ثم كرس وقته للكتابة عن المعارك الإسلامية فألّف مجلدات عديدة في هذا المجال من أهمها "أطلس الفتوحات" وسقوط المدائن.

المولد والنشأة
ولد أحمد عادل كمال عام 1926 بحي السيدة زينب في العاصمة المصرية القاهرة لأسرة من الطبقة المتوسطة، وكان والده موظفا حكوميا وبذل جهدا كبيرا في تعليم أبنائه.

الدراسة والتكوين
تلقى مراحل تعليمه الأولى في القاهرة وعندما حصل على الثانوية العامة التحق بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأوّل (جامعة القاهرة حاليا) وتخرج فيها عام 1946.

الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجه من الجامعة عمل بالبنك الأهلي المصري، ثم تفرغ للنشاط السياسي والبحث العلمي.

التجربة السياسية والعلمية
يروي أحمد عادل كمال أنه قضى طفولته بعيدا عن النشاط السياسي فقد كان منطويا على نفسه ولا يخرج من البيت إلا نادرا، بينما يقضي وقته في الدراسة وجمع الطوابع ولعب الشطرنج مع والده وأخيه الصغير.

في 4 فبراير/شباط 1942 شهدت مدرسة فاروق الثانوية بالقاهرة تظاهرة بالتزامن مع محاصرة الدبابات لسراي عابدين، مما أسفر حينها عن إرغام الملك فاروق على أن يسند رئاسة الحكومة إلى النحاس باشا.

مثّل هذا الحدث انطلاقة مسيرة جديدة في حياة أحمد عادل كمال، حيث يقول عن المظاهرة "طرقت أذني فيها هتافات: الله أكبر ولله الحمد. الله غايتنا. الرسول زعيمنا. القرآن دستورنا. الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا. سمعت الهتافات فلم أفهمها فأنا متعود على هتافات: يحيى فلان باشا ويسقط فلان باشا أو يسقط الاستعمار ويعيش جلالة الملك، فسألت زميلي حسين عبد السميع ما هذا يا حسين فقال: هذه جمعية في السكاكينى".

بعد ذلك احتك بجماعة الإخوان المسلمين وتردد على محاضرات وخطب مشايخها ونشطائها، ثم انضم إليها وحظي بثقة قادتها مما أهله لعضوية التنظيم السري العسكري الخاص.

يقول كمال عن مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا "هو الذي حببني في الدعوة وربطني بها فأصبحت كل حياتي وملأت روحي ووجداني، رحمه الله؛ كان فلتة زمانه واستطاع أن يوجه طاقة الشباب نحو الهدى والتجرد والعمل للإسلام".

شارك أحمد عادل كمال في جمع السلاح وفي عمليات استهداف الوجود العسكري البريطاني في مصر، ودعم المقاومة في فلسطين.

لعب أحمد عادل كمال دورا قياديا في التنظيم العسكري السري للإخوان وسجن ثلاث مرات في أعوام 1948 و1954 و1965، وقضى خلف القضبان حوالي تسع سنوات.

بعد سنوات طويلة من النشاط فصل من الجماعة، ويروي أن "القيادة" رفضت إعطاءه سببا لفصله لكن بعض المصادر الإخوانية تقول إن ذلك جاء بعد أن حاول مع مجموعة من الشباب إرغام مرشد الجماعة السابق الراحل مأمون الهضيبي على الاستقالة.

ورغم فصله من الجماعة ظل متمسكا بنهجها وفكرها، مع أنه أقر بأنها ارتكبت بعض الأخطاء نتيجة حماس الشباب وعدم تقيدهم بتعليمات الشيخ البنا، حسب تعبيره.

وقد كرّس وقته للبحث والتأليف في التاريخ الإسلامي وخصوصا العسكري منه فأولى عناية خاصة للفتوحات والمعارك الإسلامية.

في كتابه "أطلس الفتوحات الإسلاميّة" يوضح كمال أن الفتوحات الأولية سارت في خطين متوازيين:

– الشرق ويشمل العراق والجزيرة العربية الأهواز وفارس.
– الشمال ويشمل الشام ومنه غربا إلي مصر ثم الشمال الأفريقي.

كما يتناول الأطلس فتوح المغرب وطرابلس وتونس وحملة فتح الأندلس وما أعقبها من غزوات ومعارك.

كذلك يغطي الكتاب فتوحات الدولة العثمانية التي يقول إنها "بلغت معظم العالم من نهر الدانوب غربا حتي الخليج العربي شرقا، ومن بحر آزوف شمالا حتي الحبشة جنوبا".

وتقول المصادر العلمية والبحثية إن كمال أدخل تقنيات جديدة على كتابة التاريخ، فقد استخدام قواعد علم الجرح والتعديل لفحص الروايات المتضاربة في المعارك الإسلامية، مما مكنه من ترجيح رواية على أخرى أو استبعادها، خلافا لما كان سائدا قبله في كتابة التاريخ.

كمااستعان أحمد عادل كمال بعلمي الفلك والجغرافيا في تحديد أزمنة وأمكنة المعارك الإسلامية. واهتم بتناول دور القبيلة في كتابته للتاريخ العسكري الإسلامي فتناول العشائر كما لو أنها وحدات حربية في جيوش الفتح.

المؤلفات
وإلى جانب أطلس الفتوحات ألف أحمد عادل كمال كتبا عديدة في التاريخ العسكري الإسلامي من بينها: سقوط المدائن ونهاية الدولة الساسانية، الطريق إلى دمشق، الفتح الإسلامي لمصر، الجمهوريات الإسلامية بآسيا الوسطى منذ الفتح الإسلامي وحتى اليوم.

وقد روى جانبا مهما من تاريخ الإخوان في كتابه "النقط فوق الحروف.. النظام الخاص والإخوان المسلمون".

إعلان
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان