غولدين.. ضابط إسرائيلي استعد لزفافه فابتلعته غزة
المولد والنشأة
وُلد هدار غولدين يوم 18 فبراير/شباط 1991 في مستوطنة "أشحار"، وهو توأم لشقيقه "تسور". وقبيل الحرب على غزة احتفل بخِطبته وحدد موعدا لزفافه.
الدراسة والتكوين
تعلم هدار غولدين في إحدى مدارس العلوم التكنولوجية قبل دخوله الخدمة العسكرية.
التجربة العسكرية
انخرط غولدين في صفوف الجيش الإسرائيلي منتميا فيه إلى وحدة قوات النخبة المسماة "جفعاتي"، ثم خضع لتكوين استخباراتي خاص بالضباط، مما أهله لاحقا لتسلم قيادة سرية مشاة خاض بها الحرب على غزة 2014.
وفي اليوم التاسع من العدوان دخل الجيش الإسرائيلي برا إلى أراضي غزة، وأعلن أن غولدين "قتل" (ومعه جنديان آخران هما: بنياه شارئيل وليؤور جدعوني) يوم 1 أغسطس/آب 2014، بعد فشل عملية إسرائيلية للبحث عن أنفاق عسكرية في رفح.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس "تحتجز جثمانه"، لكن الحركة لم تكشف عن وضعية غولدين (هل هو حي أم لا) الذي رفعت قيادة جيشه مرتبته العسكرية إلى رتبة ملازم بعد إعلانه "مقتله".
وتصف إسرائيل يوم "مقتل" غولدين بـ"يوم الجمعة الأسود"، قائلة إن مقاوما فلسطينيا فجر نفسه وسط مجموعة من جنودها "دخلت للبحث عن أنفاق غير آبهة بوقف النار" الذي أعلِن ذلك اليوم بوساطة من الأمم المتحدة وأميركا.
بذل الجيش الإسرائيلي مساعي استخباراتية وعسكرية كبيرة للعثور على غولدين واسترجاعه دون جدوى، وارتكب عند اختفائه مجزرة كبيرة بحق المدنيين في رفح بتطبيقه "نظام هانيبعل" الذي يعني إطلاق النار بكثافة في كل الاتجاهات لمنع نجاح أي عملية أسر للجنود الإسرائيليين، حتى ولو أدى ذلك إلى قتل الأسير.
وبحسب رواية الجيش الإسرائيلي فإن الملازم إيتان فوند (نائب قائد وحدة الجوالة في "جفعاتي") دخل أحد الأنفاق بحثا عن قائده غولدين، فعثر فيه على أشياء "تؤكد" أن غولدين قد "قتل".
وفي الساعات الأولى بعد معركة رفح؛ أعلن الجيش أن غولدين "ضابط مفقود وقع في الأسر"، ولكنه بعد 38 ساعة أبلغ عائلته بأنه قد "قتل"، وهو ما أكده الحاخام العسكري رافي بيرتس.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2014؛ سُرّبت في إسرائيل تسجيلات اتصالات لاسلكية يصرخ فيها قائد وحدة "جفعاتي" المقدم إيلي جينو شاكيا من "نيران صديقة"، وداعيا جنوده للكف "عن إطلاق النار كالمجانين فهناك قتلى في صفوفنا أيضا".
وقال الجيش الإسرائيلي -الذي لازمه حرج وإرباك جراء عملية "الأسر"- إنه دفن "أجزاء من جثمان هدار غولدين" في مدينة كفار سابا بعدما أعلن "مقتله"، محاولا بذلك حرمان حركة حماس من جني ثمرات إعلان "أسرها" ضابطا إسرائيليا، ولتقليل وقع الصدمة في الشارع الإسرائيلي.
أما الرواية الفلسطينية فيلخصها قيادي في كتائب القسام بقوله -خلال برنامج الصندوق الأسود: "رفح.. الاتصال مفقود" الذي أنتجته شبكة الجزيرة وبثته يوم 27 أغسطس/آب 2015- إن جيش الاحتلال لم يعلم بفقدان الضابط غولدين إلا بعد ساعتين من انتهاء الاشتباك، وإن الاتصال "ما زال مفقودا مع المجاهدين الذين نفذوا العملية".
وكشف القيادي أن المجاهد القسامي وليد توفيق مسعود -الذي استشهد خلال الكمين- كان يرتدي زيا عسكريا إسرائيليا للتمويه، وقد ترك زملاؤه في القسام جثمانه في موقع العملية فسحبه جنود "جفعاتي" الإسرائيليون ظانين أنه جثمان قائدهم غولدين، وبعد ساعتين "اكتشفوا الحقيقة". ويشير هذا المعطى إلى أن غولدين قد يكون لدى كتائب القسام إما حيا أو ميتا.
وخلص برنامج الجزيرة إلى أن السيناريو الأقرب للحظات التي سبقت القصف الواسع لرفح يشير إلى وقوع اشتباك استشهد على إثره القائد الميداني مسعود وقتل اثنان من الجنود الإسرائيليين. وكان مسعود يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي فظن الجيش الإسرائيلي أنه أحد جنوده، ثم اكتشف بعد ساعتين أن ثمة جنديا مفقودا فبدأ القصف العنيف على رفح.
أما الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" فصرح في 31 يناير/كانون الثاني 2016: "نقول لأسرانا الأبطال: إن المقاومة في قطاع غزة -وبفضل بطولات رجال الأنفاق- امتلكت من الأوراق (لم يكشف تفاصيلها) ما يجبر العدو على الإفراج عنكم والخضوع لأمر الواقع، وسيحتفي بكم شعبنا قريبا في عرس الحرية والنصر الكبير".
ومع مطلع عام 2016 خرجت عائلتا الضابط غولدين والجندي شاؤول آرون عن صمتهما، وانتقدتا عدم قيام الحكومة الإسرائيلية بما يكفي لاستعادة ابنيهما من أيدي المقاومة.
وربط المراقبون بين شكوى العائلتين وما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 26 مارس/آذار 2016 من أن "جهودا مضنية" تبذل لاستعادة إسرائيليين لدى حماس، وكذلك إشارته -في أحاديث لصحفيين إسرائيليين- إلى وجود "تطور مهم"، دون الكشف عن تفاصيله.
وقد كلف نتنياهو ضابط الاحتياط في الجيش ليؤور لوتين بإدارة ملف غولدين وجندي آخر مفقود في قطاع غزة يدعى شاؤول أورن.