دومينيك دوفيلبان.. السياسي الشاعر

دومينيك دو فيلبان سياسي وروائي فرنسي ذاع صيته بسبب موقفه المناهض للغزو الأميركي للعراق عام 2003، وهو مقرب من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، الذي عينه أمينا عاما لرئاسة الجمهورية ثم وزيرا للخارجية فالداخلية، ثم رئيسا للوزراء في الفترة من عام 2005 إلى 2007.
المولد والنشأة
ولد دومينيك دوفيلبان يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1953 في العاصمة المغربية الرباط، وذكرت بعض المصادر أنه نشأ في دولة فنزويلا، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، في حين قالت مصادر أخرى إنه تنقل ما بين عدة دول في أميركا الجنوبية.
ينحدر دوفيلبان من أسرة برجوازية ظلت منذ القرن التاسع عشر مقربة من دوائر السلطة، وحاز 18 من أفرادها على "وسام الشرف" الوطني.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى دوفيلبان تعلميه الابتدائي في المغرب، والإعدادي في فنزويلا، وتوزع تعليمه الثانوي بين مدينتيْ نيويورك الأميركية وتولوز الفرنسية.
التحق دوفيلبان بجامعة باريس وحصل فيها على إجازة (بكالوريوس) في الأدب من كلية الآداب، وأخرى في القانون من مدرسة "ساينس بو". ثم التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة في الفترة 1978-1980، وكان ضمن طلابها آنذاك السياسيان الفرنسيان البارزان فرانسوا هولاند وسيغولين رويال.

التجربة السياسية والعملية
في بداية مسيرته المهنية عمل محاميا ودبلوماسيا، وفي عام 1977 انخرط دومينيك دو فيلبان في "حزب التجمع من أجل الجمهورية" بزعامة جاك شيراك الذي صار أحد أقرب المقربين منه، وأسند إليه إعداد تقارير دورية عن السياسة الدولية والعلاقات الخارجية لفرنسا بحكم عمله في السلك الدبلوماسي.
وانضم إلى وزارة الخارجية الفرنسية عام 1980، وفي هذه الفترة كان مسؤولا عن الشؤون الأفريقية ومدغشقر حتى عام 1984.
وبعدها عمل ملحقا إعلاميا في السفارة الفرنسية في واشنطن ثم أصبح مديرا مساعدا للسفير الفرنسي في الهند من 1989 إلى 1992.
وفي الفترة 1992-1993 عاد للعمل في وزارة الخارجية ممثلا عن أفريقيا ومدغشقر، وبعد ذلك تولى منصب كبير مستشاري وزير الخارجية آلان جوبيه من عام 1993 إلى 1995.
وعمل دومينيك دوفيليبان جاهدا لتعزيز صورة جاك شيراك في الحملة الانتخابية للرئاسة عام 1995، وبعد فوزه عينه شيراك أمينا عاما لقصر الإليزيه.
وبعد فوز حزب شيراك في الانتخابات البرلمانية في 6 يونيو/حزيران 2002، عُين دومينيك دوفيليبان وزيرا للخارجية الفرنسية، وفي هذه الفترة تصدر اسمه عناوين الصحف العالمية بعد رفضه الغزو الأميركي على العراق أثناء خطابه أمام مجلس النواب الفرنسي في يوم 14 فبراير/ شباط 2003.
كما دخل في مساجلات مع وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول، وقال إنه لا دليل على الادعاءات الأميركية بوجود علاقات بين العراق وتنظيم القاعدة ولا دليل أيضا على ادعاء واشنطن امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، ودعا إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية واتخاذ الحلول السلمية بدلا من اللجوء إلى الحرب.
مواقفه من المهاجرين
في فترة توليه السلطة سن قيودا على المهاجرين، تنص على تشديد الفحص على الطلاب الأجانب والحد من الزيجات الاحتيالية، وأكد على ضرورة حظر تعدد الزوجات.
وكثف الرقابة على الهجرة غير النظامية من خلال فرض قيود جديدة، منها تشديد الرقابة على الحدود، وإنشاء شرطة مختصة بعمليات الهجرة، وتأسيس إدارة حكومية مركزية للحد من العمالة غير القانونية.
وشدد القيود على أئمة المساجد في فرنسا واشترط حصولهم على دورات في اللغة الفرنسية والتربية المدنية والعادات والثقافة الفرنسية.
وشددت سياسات دوفيلبان على ترحيل الأئمة الذين قد ترى السلطات أنهم يدعون إلى العنف والكراهية.
وفي مايو/ أيار 2005 استقال جان بيير رافاران من منصب رئيس الوزراء وعين شيراك دوفيلبان خليفة له ليعزز مكانته السياسية ضد نيكولا ساركوزي، وفي هذه الفترة شدد دوفيلبان القيود على الهجرة بسبب تزايد أعمال الشغب التي وقعت في ضواحي باريس المكتظة بالمهاجرين.
وحاول دوفيلبان تسديد ضربة أخيرة لساركوزي علها تُثنيه عن الترشح فسعى إلى كشف تورطه في فضيحة "كليرستريم"، لكن الخطوة رجعت عليه بأثر عكسي بعد "تبين زيف الوثائق" التي قدمها، مما جلب عليه متابعات قضائية ظلت مستمرة إلى أن نال البراءة عام 2011.
غادر دوفيلبان المشهد السياسي بعد نجاح ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2007، وتفرغ للتأليف وكتابة الشعر، كما أصبح محاميا لدى محاكم العاصمة باريس.
وفي يونيو 2010، عاد للسياسة من جديد وأسس حزبا سياسيا جديدا باسم الجمهورية المتضامنة، وأعلن ترشحه للرئاسة في انتخابات 2012، لكنه لم يفلح فيها.
المؤلفات
اشتهر دوفيلبان -فضلا عن صيته السياسي- بكونه شاعرا وروائيا وكاتبا، وله مؤلفات عدة، من أبرزها:
- كلمات مقطوفة من بستان صداقة
- ذكريات سلام من سنوات الحرب
- سقوط نابليون
- الواجب وحده يجعلنا أحرارا
- بلدنا القديم
- مدينة الرجال
- فندق الأرق
- الأيام المئة أو روح التضحية.
- تاريخ الدبلوماسية الفرنسية (عمل مشترك).