رياض حجاب.. من قيادة الحكومة السورية إلى صفوف المعارضة

سياسي سوري ولد عام 1966 في محافظة دير الزور، بدأ حياته السياسية في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، وتقلد مناصب عدة بدءا من رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في دير الزور، وصولا إلى مناصب مهمة مثل الأمين العام لفرع الحزب بدير الزور ومحافظتي القنيطرة واللاذقية، ثم أصبح وزيرا للزراعة.
عينه الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا للوزراء، لكن بعد شهرين فقط أعلن انشقاقه عن النظام وانضمامه إلى المعارضة التي صار أبرز شخصياتها، إذ انتخب منسقا عاما للهيئة العليا للمفاوضات عام 2015، قبل أن يستقيل منها بعد عامين، معبرا عن خيبة أمله من محاولات إطالة أمد النظام والتسويات الدولية التي رآها لا تخدم أهداف الثورة السورية.
المولد والنشأة
ولد رياض فريد حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا بين 9 إخوة، ولوالد كان يعمل في مجال حقول النفط.
انتقل باكرا مع والديه إلى مدينة الشدادي الواقعة جنوب مدينة الحسكة على الطريق الرئيسي الواصل بين محافظة الحسكة ودير الزور.
ورياض حجاب متزوج، ولديه 4 أولاد.
الدراسة والتكوين العلمي
درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدينة الشدادي، ثم المرحلة الثانوية بمدرسة التحرير في المدينة ذاتها عام 1979، وحصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة حلب عام 2005.
التجربة السياسية
بدأ رياض حجاب حياته السياسية عام 1979 عندما انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي خلال مرحلته الدراسية، إذ تأثر بالأفكار الداعية للوحدة العربية والانتماء القومي العربي.
تدرج حجاب في المناصب الداخلية بحزب البعث السوري، فمع نهاية ثمانينيات القرن الماضي تولى رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور حتى عام 1998، وأصبح في ذلك العام عضوا بفرع الحزب في دير الزور، قبل أن يصبح الأمين العام للفرع.
وفي عام 2005 انضم إلى عضوية اللجنة المركزية للحزب، وعقب توليه منصب رئاسة الوزراء أصبح عضوا في القيادة القُطرية، وهي أعلى سلطة للحزب.
شغل رياض حجاب قبيل توليه رئاسة الوزراء مناصب حكومية عدة، إذ كان محافظا للقنيطرة من عام 2008 حتى فبراير/شباط 2011، ثم محافظا للاذقية بنهاية الشهر نفسه، قبل أن يصبح وزيرا للزراعة في حكومة عادل سفر في أبريل/نيسان 2011.
في 6 يونيو/حزيران 2012 عينه الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا للحكومة خلفا لعادل سفر، لكنه أعلن انشقاقه عن النظام عقب شهرين فقط في 6 أغسطس/آب، وانضم إلى الثورة الشعبية التي كانت تنادي بسقوط النظام، وغادر برفقة عائلته إلى الأردن.
خلال توليه منصب رئيس الحكومة فرضت عليه الخزانة الأميركية في 18 يوليو/تموز 2012 عقوبات إلى جانب آخرين، قبل أن ترفعها عنه بعد أيام من انشقاقه.
وفي مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الأردنية عمّان أعلن براءته من نظام بشار الأسد الذي وصفه بـ"النظام الفاسد"، وأكد أن النظام السوري لم يقله كما أعلن، وإنما خرج بإرادته وهو على رأس عمله.
وأكد رياض حجاب خلال المؤتمر الصحفي أن كتائب الجيش السوري الحر كان لها دور بارز في عملية خروجه من سوريا وتوجهه إلى الأردن.
وبحسب رأي حجاب، فإنه أدرك لدى توليه رئاسة الحكومة أنه لا خيار أمامه سوى الانشقاق، خاصة بعد أن استمع إلى كلمة الأسد التي كان يتحدث فيها عن الحل العسكري الذي "سيسحق أعداءه".
وعقّب حجاب على كلمة الرئيس بقوله "كان مطلوبا مني أن أقود حكومة تسوية وطنية، ولكن في أول اجتماع لنا أوضح بشار أنها حكومة للتغطية، وأطلق علينا اسم حكومة حرب".
كما ذكرت جهات صحفية أن عملية التخطيط للانشقاق قد بدأها حجاب منذ تعيينه رئيسا للحكومة السورية، إذ وجهت إليه تهديدات بشغل المنصب أو الموت، ويعد انشقاقه أعلى عملية انشقاق لمسؤول حكومي سوري.
نشط حجاب عقب انشقاقه في صفوف المعارضة السورية، وانتخب في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 منسقا عاما للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، وذلك خلال اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض.
حصل حجاب على 24 صوتا من أصل 34 خلال عملية الانتخاب التي أجريت بين فصائل سورية مختلفة، وشُكلت الهيئة العليا بهدف التفاوض مع النظام، وجعلت الهدف من التسوية السياسية تأسيس نظام جديد دون الأسد.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 قُبيل انعقاد مؤتمر الرياض الذي هدف إلى تشكيل هيئة جديدة أعلن رياض حجاب و8 آخرون -من بينهم الناطق باسم الهيئة رياض نعسان آغا وعضو الوفد التفاوضي سهير الأتاسي– استقالتهم من الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال حجاب في بيان الاستقالة إنه بعد مسيرة تقارب سنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية يجد نفسه مضطرا لإعلان استقالته من الهيئة العليا للمفاوضات متمنيا لها المزيد من الإنجاز.
ولم يحدد حجاب الأسباب المباشرة لاستقالته وقتها، لكنه أشار لاحقا إلى أن هناك "محاولات من الأمم المتحدة للتماهي مع روسيا ومحاولات لخفض سقف الثورة السورية والتغيير بأجندة مؤتمر الرياض لإطالة أمد نظام بشار الأسد".
الوظائف والمسؤوليات
عين رياض حجاب في عدد من المناصب والمسؤوليات، أبرزها:
- رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور.
- الأمين العام لفرع حزب البعث العربي الاشتراكي بدير الزور.
- محافظ محافظة القنيطرة.
- محافظ محافظة اللاذقية.
- وزير الزراعة.
- رئيس الحكومة.
- رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية.