ما هي المنطقة المنكوبة؟

المنطقة المنكوبة منطقة جغرافية تعرضت لكارثة طبيعية كالزلزال أو الإعصار، أو الفيضانات والسيول والحرائق، أو كارثة بسبب سلوك بشري كالحرب أو إشعاع نووي، أو غير ذلك.

وحسب القاموس البريطاني "مريم ويبستر" فالمنطقة المنكوبة هي "منطقة أعلنت رسميا أنها مسرح لحالة طارئة ناجمة عن كارثة، مما يؤهلها لتلقي مساعدات حكومية معينة كالقروض الطارئة والإمدادات الإغاثية".

وتعرفها جامعة كامبريدج بأنها "مكان وقع فيه حادث خطير كالزلزال". ويعرفها موقع "ديكشنري دوت كوم" بأنها "منطقة يتأثر فيها السكان بكارثة كبيرة، مثل فيضان واسع النطاق، أو انفجار يسبب أضرارا جسيمة، أو ما شابه ذلك"، وأيضا "منطقة تم تحديدها رسميا لتكون مؤهلة، بموجب الأحكام القانونية، للحصول على الإغاثة الحكومية الطارئة".

وبحسب المعجم البريطاني، فهي "منطقة تعرضت لكارثة كبرى، مثل الفيضان أو الإعصار أو الزلازل، ويمكن للمتضررين الحصول على مساعدة خاصة من الحكومة، مثل الأموال لإعادة بناء المنازل أو إمدادات الطوارئ".

متى تعتبر المنطقة منكوبة؟

لا تعتبر المنطقة منكوبة إلا إذا أوقفت الكارثة التي أصابتها عجلة الحياة الطبيعية فيها، وتسببت في أضرار فادحة في الأرواح والبنيات التحتية، وصعب على الدولة مد الناس بأساسيات الحياة وضرورات العيش، كماء الشرب والغذاء والكهرباء والأمن.

القانون الدولي الإنساني

تطرق القانون الدولي الإنساني لوضع المنطقة المنكوبة في الفصل السادس الخاص بالدفاع المدني أو "الحماية المدنية" في البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الصادر عام 1977، والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة الدولية.

وحددت المادة 61 من البروتوكول المذكور المراد بالدفاع المدني بكونه المهام الإنسانية الرامية إلى حماية السكان المدنيين من أخطار الأعمال الحربية والعدائية أو الكوارث، ومساعدتهم على تجاوز آثارها، وتوفير الظروف الملائمة لحماية أرواحهم.

أوردت المادة نفسها قائمة مهام تجاوزت 15 مهمة أبرزها عمليات الإنذار، والإخلاء والإنقاذ والخدمات الطبية، وتهيئة المخابئ والملاجئ وإجراءات التعتيم، والممرات الآمنة وتوفير المؤن الغذائية، والمساعدة في حالات الطوارئ لإعادة النظام والحفاظ عليه في المناطق المنكوبة، وتوفير أجهزة الدفاع المدني.

إعلان

ونصت المادة الأولى للبروتوكول على أن المدنيين والمقاتلين يظلون في الحالات التي لا ينص عليها البروتوكول أو أي اتفاق دولي آخر تحت حماية وسلطان مبادئ القانون الدولي كما استقر بها العرف ومبادئ الإنسانية وما يمليه الضمير العام.

ويحق لرئيس الدولة -الذي تعاني منطقة من مناطق بلاده- المطالبة بتطبيق المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تفرض على الأمين العام أن ينبه مجلس الأمن الدولي على الكارثة التي تتعرض لها جهة أو منطقة في هذا البلد، أو ذاك بسبب الحرب أو كارثة طبيعية، واعتبارها منطقة منكوبة، وطرح المسألة على المجلس في حالة وصولها لمرحلة تهدد السلم والأمن الدوليين.

والأصل أن يجري مجلس الأمن محادثات بين أعضائه للخروج بقرار يلزم الأطراف المعنية بالكارثة -جراء الحروب والنزاعات المسلحة- بالسماح للمنظمات الإغاثية والطبية الدولية بالدخول للقيام بعملها ونجدة المنكوبين.

وفي عام 1993 أُنشئ فريق تابع للأمم المتحدة لتقييم وتنسيق الكوارث ضمن أنظمة الاستجابة الدولية الطارئة بهدف تعزيز دور المنظمة الأممية والحكومات، وللتأكد من وجود فريقها خلال فترة زمنية بين 12 و48 ساعة في أي مكان من أنحاء العالم وقت الحاجة.

إعلان المنطقة منكوبة

في حالات الكوارث الطبيعية، فإن قرار إعلان منطقة ما منكوبة في الدول المتقدمة، مخول لرؤساء البلديات الذين يرسلون طلبا للحكومة لإعلان المنطقة التابعة لنفوذهم منكوبة.

ويجتمع مسؤولو الوزارات المعنية كالداخلية والمالية والاقتصاد والبيئة لدراسة الطلب وتقييم الوضع، لتحديد حجم الأضرار والخسائر. ولا تتخذ الحكومة قرار اعتبار المنطقة أو الجهة منكوبة في حالة الفيضانات مثلا، إلا إذا وصل حجم الخسائر 58% أو تجاوزها. وفي حالة الجفاف إذا وصلت نسبة الخسائر الناجمة عنه إلى 37%.

أمثلة لمناطق منكوبة بكوارث

  • في الثاني من أغسطس/آب 2010 أعلنت السلطات في باكستان عدة مناطق متضررة من الفيضانات في إقليم البنجاب مناطق منكوبة.
  • وفي 24 مايو/أيار 2018 أعلنت الحكومة اليمنية محافظة أرخبيل سقطرى منطقة منكوبة، وذلك بسبب الإعصار المداري "ماكونو" الذي ضربها، وأكدت السلطات المسؤولة بالجزيرة فقدان 19 شخصا، وترحيل مئات الأسر عن مساكنهم.
  • يوم 31 يوليو/تموز 2021 أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 5 ولايات مناطق منكوبة، بسبب حرائق الغابات التي انتشرت في البلاد.
  • ويوم 30 أغسطس/آب 2021 صادق الرئيس الأميركي جو بايدن على قرار إعلان ولاية لويزيانا منطقة منكوبة بسبب الإعصار "آيدا"، بعد أن تسبب في قطع الكهرباء عن مئات الآلاف من السكان.
  • وفي فبراير/شباط 2023 أعلنت الحكومة السورية حلب واللاذقية وحماة مناطق منكوبة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، وتسبب بمقتل الآلاف.
  • وأعلنت ليبيا في سبتمبر/أيلول من السنة نفسها عدة مدن وبلدات واقعة شرقي البلاد "مناطق منكوبة" بسبب السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد وخلّفت وراءها خرابا وقتلى ومفقودين.
  • وأعلن المغرب في الشهر نفسه أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة وورزازات وعمالة مراكش مناطق منكوبة، بسبب الزلزال الذي ضرب هذه المناطق في يوم 8 من الشهر نفسه.
إعلان

أمثلة لمناطق منكوبة بحروب

  • في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أعلنت مديرية الدفاع المدني في حلب الأحياء المحاصرة في المدينة منطقة منكوبة، وقالت إن النظام السوري استهدفها بأكثر من ألفي غارة جوية خلال أسبوعين، وقصفها بـ7 آلاف قذيفة مدفعية، إضافة إلى الصواريخ الباليستية والقنابل العنقودية.
  • وأعلنت المعارضة السورية في فبراير/شباط 2017 أن الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة درعا مناطق منكوبة بسبب الغارات الروسية، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف وغارات بريف درعا وحمص ودمشق.
  • وفي فبراير/شباط 2024 أعلن رئيس لجنة طوارئ البلديات الشمالية أن مخيم جباليا الواقع شمالي القطاع صار "منطقة منكوبة"، فقد دمر الاحتلال "50 ألف وحدة سكنية، وجرف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة، و35 بئرا للمياه والمدراس ومرافق الأونروا" إضافة إلى عشرات الشهداء.
  • ثم أعلنت لجنة طوارئ البلديات في شمال غزة في الثاني من يونيو/حزيران أن جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا وجميع مناطق شمال قطاع غزة منكوبة بسبب الدمار الكبير الذي خلّفه القصف الإسرائيلي في المنطقة.
المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان