الطائرة "أم كيو 9 ريبر".. مُسيّرة أميركية أسقطها الحوثيون

هي المسيرة الهجومية الرئيسية لدى القوات الجوية الأميركية، تُستخدم في تنفيذ المهام القتالية وجمع المعلومات الاستخباراتية ضمن عمليات الاستطلاع. تمتاز بقدرتها على التحليق فترات طويلة وعلى ارتفاعات عالية تتجاوز 15 كيلومترا، كما أنها مزوّدة بأجهزة استشعار متقدمة واسعة النطاق، وأنظمة اتصالات متعددة الوظائف، إضافة إلى حزمة من الأسلحة الدقيقة التي تعزز كفاءتها في ميدان القتال.
النشأة والتصنيع
المُسيّرة "إم كيو-9 ريبر" (MQ-9 Reaper) طائرة بدون طيار صنعتها شركة "جنرال أتوميكس"، تطويرا لنسخة سابقة أطلق عليها اسم "إم كيو-1 برداتور"، بهدف تلبية متطلبات الرصد والمراقبة والاستطلاع، إضافة إلى مهام البحث والإنقاذ والضربات الأرضية الدقيقة. وقد زُودت بمنصات إطلاق صواريخ.
في عام 2001 دشنت المسيرة أولى رحلاتها التجريبية، وفي عام 2007 أبرمت القوات الجوية الأميركية عقدا مع الشركة لتصنيع أكثر من 300 مسيرة، قدرت تكلفة الواحدة منها بـ30 مليون دولار، وفق تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس عام 2022.
وبحلول عام 2021، أصبحت المسيرة واحدة من أكثر الطائرات بدون طيار انتشارا ضمن أسطول سلاح الجو الأميركي، ومزودة بأنظمة تحكم أرضية متطورة واتصالات ومخزون قطع غيار متكامل.
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست فإن تشغيل هذه المسيرة يتم عن بعد بواسطة فريقين في نحو 20 قاعدة منتشرة في 17 ولاية أميركية، ويقود أحد الفريقين المهمة ويتحكم في الطائرة، بينما يشغل الآخر أجهزة الاستشعار ويوجه الأسلحة.

التسمية
أطلقت القوات الجوية الأميركية على هذا الطراز اسم "ريبير"، والذي أصبح لاحقا الاسم المتداول لأي نسخة مسلحة من طراز "برداتور".
ووفقا لتصنيف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يحمل اسمها دلالات وظيفية محددة؛ فيُشير الحرف "إم" إلى كونها طائرة متعددة المهام، بينما يدل الحرف "كيو" على أنها موجّهة عن بُعد، أما الرقم 9 فيرمز إلى ترتيبها ضمن سلسلة المسيرات في منظومة التسليح الأميركية.
المواصفات والميزات
تتميز مسيرة "إم كيو-9 ريبر" بهيكل انسيابي وتصميم هندسي يعكس كفاءتها العالية في تنفيذ المهام الجوية المتعددة، يبلغ طولها نحو 11 مترا، وتمتد أجنحتها بعرض 20.1 مترا، بينما يصل ارتفاعها إلى3.8 أمتار.
تزن المسيرة في وضعها الفارغ حوالي 2220 كيلوغراما، ويصل وزن الإقلاع الأقصى إلى 4760 كيلوغراما.
تتمتع الطائرة بسعة وقود تصل ما يعادل 1814 لترا، أما الحمولة القتالية القصوى، فتبلغ نحو 1700 كيلوغرام، وهو ما يتيح لها حمل مجموعة متنوعة من الذخائر والمستشعرات.
تستطيع المسيرة "إم كيو-9 ريبر" التحليق على ارتفاع يصل إلى 45 ألف قدم، وتتجاوز سرعتها القصوى 300 كيلومتر/ساعة.

التسليح والقدرات القتالية
تمتاز مسيرة "إم كيو-9 ريبر" بقدرات قتالية متقدمة تجعلها منصة إستراتيجية للضربات الدقيقة والاستطلاع طويل المدى، إذ يمكنها التحليق لمسافة تفوق ألفي كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود، والعمل في ظروف جوية قاسية مدة تزيد عن 27 ساعة متواصلة.
وتتفوق ريبر على سابقتها "إم كيو-1" من حيث الحجم، والقدرة على التحليق، والحمولة القتالية، إذ يمكنها حمل ما يصل إلى 1700 كيلوغرام من الذخائر المتنوعة بفضل محركها القوي من طراز "هونيويل تي بي إي 331-1″، بقوة 900 حصان (671 كيلوواط).
وتُحقق الطائرة قوة دفع تفوق سابقتها بأكثر من 8 أضعاف، ما يعزز كفاءتها في المهام الهجومية والداعمة.
تتميز المسيرة "إم كيو-9 ريبر" بقدرات تسليحية متطورة ومتنوعة تجعلها من أبرز الطائرات المقاتلة دون طيار في ميادين القتال الحديثة، فهي قادرة على حمل ما يصل إلى 8 صواريخ موجهة بالليزر، إضافة إلى 16 صاروخ "جو أرض" من طراز "إيه جي إم-114 هيلفاير".
كما يمكن تزويدها بصواريخ "جو-جو" مثل "إيه آي إم-9 سايدويندر" و"إيه آي إم-92 ستينغر"، ما يمنحها قدرة دفاعية ضد التهديدات الجوية.
ويشمل تسليحها أيضا قنابل موجهة بالليزر مثل "جي بي يو-12 بيفواي 2 "و"جي بي يو-49 بيفواي 2" المحسنة، إضافة إلى ذخائر الهجوم المباشر المشترك "جدام" مثل "جي بي يو-38″ و"جي بي يو-54 جدام" الموجهة بالليزر، مما يمنحها قدرة فائقة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف متنوعة في مختلف البيئات العملياتية.
وتعتمد المسيرة على أنظمة استشعار مميزة، فهي مجهزة بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة استشعار فائقة الدقة قادرة على مسح ميداني بزاوية 360 درجة.
كما يتضمن نظامها الراداري المتطور خاصية مشاركة البيانات مع الطائرات الأخرى أو مراكز القيادة الأرضية، ما يمنحها دورا محوريا في إدارة العمليات العسكرية المتقدمة.
إضافة إلى ذلك يسمح ارتفاع التحليق الذي يصل إلى 50 ألف قدم (15240 مترا) بالمشاركة في عمليات "جو-أرض" و"جو-جو" بكفاءة عالية.

مهام ومحطات
نفذت طائرة "إم كيو-9" عددا من المهام فوق العراق وأفغانستان وسوريا وعدد من الدول الأخرى، ويعد الجيش الأميركي من أبرز مستخدميها.
وقد أفادت بعض التقارير أن هذه المسيرة استخدمت في اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في بغداد عام 2020، كما استخدمت في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابل.
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست فإن تشغيل هذه الطائرة يتم عن بعد بواسطة فريقين في نحو 20 قاعدة منتشرة في 17 ولاية أميركية، ويقود أحد الفريقين المهمة ويتحكم في الطائرة، بينما يشغل الآخر أجهزة الاستشعار ويوجه الأسلحة.
إسقاط في اليمن
أعلنت جماعة الحوثيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عن إسقاط طائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو-9" في المياه الإقليمية اليمنية.
وفي الثالث من أبريل/نيسان 2025، أكدت الجماعة إسقاط طائرة أميركية أخرى من الطراز نفسه، باستخدام صاروخ "أرض-جو" محلي الصنع، أثناء قيامها بما وصفته الجماعة بـ"مهام عدائية" في أجواء محافظة الحديدة.
ووفقا لتصريحاتها، فقد تمكنت منذ انطلاق عملية "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهي عملية عسكرية شنتها في البحر الأحمر أواخر عام 2023 دعما لقطاع غزة، من إسقاط 17 طائرة أميركية من طراز "إم كيو-9".
وتشير البيانات العسكرية الصادرة عن الجماعة إلى أن هذه الطائرات تم إسقاطها في مناطق متفرقة تشمل الحديدة، ومأرب شمال شرق اليمن، وصعدة شمالا.