نيكولاس مادورو.. من سائق حافلة إلى رئيس فنزويلا
سياسي فنزويلي كان يعمل سائق حافلة قبل أن يصبح رئيسا للبلاد. انتُخب رئيسا لفنزويلا خلفا للرئيس الراحل هوغو شافيز في 15 أبريل/نيسان 2013، حيث أعلن المجلس الوطني للانتخابات فوزه بفارق ضئيل على منافسه مرشح المعارضة إنريكي كابريليس.
المولد والنشأة
ولد نيكولاس مادورو يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1962 في العاصمة الفنزويلية كراكاس، وهو متزوج من سيليا فلوريس القيادية البارزة في حركة الجمهورية الخامسة والمحامية التي دافعت عن شافيز حينما اعتقل عام 1992، وأول امرأة في فنزويلا تُنتَخب رئيسة للجمعية الوطنية خلفا لزوجها بين العامين 2006 و2011.
الدراسة والتكوين
لم يكمل مادورو مساره التعليمي، حيث سرعان ما توقف بمجرد حصوله على شهادة ثانوية.
الوظائف والمسؤوليات
كان يعمل سائق حافلة ثم انتُخب عضوا في الجمعية الدستورية ثم عضوا في الجمعية الوطنية ثم رئيسا لها عام 2005، قبل أن يُعيَّن وزيرا للخارجية سنة 2006 إلى وفاة شافيز عام 2013، وكان شافيز عينه نائبا للرئيس في أكتوبر/تشرين الأول 2012.
التجربة السياسية
بدأ مادورو يتصدر المشهد السياسي في فنزويلا منذ بدء الأزمة الصحية التي مرَّ بها شافيز الذي كان يعالج من مرض السرطان في كوبا.
وكان شافيز كشف في 8 ديسمبر/كانون الأول 2012 أن السرطان عاوده، وقال إن مادورو هو المخول دستوريا بتسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات الرئاسية القادمة في حال لم يستطع القيام بمهامه، بل إنه طلب من الشعب انتخاب مادورو رئيسا للبلاد.
أما أهم إنجازين قام بهما مادورو فتمثلا في: المساهمة بنشاطه السياسي في الإفراج عن شافيز من السجن عام 1992 بعد محاولته الانقلابية الفاشلة على الرئيس كارلوس بيريس، ثم العمل منسقا سياسيا إقليميا لحملته الانتخابية عام 1998.
هذا التاريخ النقابي والنضالي فتح له أبواب السياسة، حيث انتخب عضوا في مجلس النواب عام 1998، وبعدها بعام بات عضوا في الجمعية الدستورية، ثم عضوا في الجمعية الوطنية في السنتين 2000 و2005 ممثلا عن العاصمة، وانتخب رئيسا لها عام 2005 قبل أن يترك المنصب في أغسطس/آب 2006 ليعينه شافيز وزيرا للخارجية.
وفي منتصف أبريل/نيسان 2013 أعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز نيكولاس مادورو بفارق ضئيل عن منافسه مرشح المعارضة إنريكي كابريليس، في الانتخابات الرئاسية، ليخلف الرئيس الراحل هوغو شافيز.
وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 مايو/آيار 2018، فاز مادورو بفترة رئاسية جديدة. ووفقا للمجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا، فقد حصل مادورو على 68% بعد فرز 93% من الأصوات بينما حصل منافسه هنري فالكون على 21% فقط.
وشددت الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا بهدف إبعاد مادورو بعد إعادة انتخابه عام 2018، إذ احتجت عليها المعارضة منددة بأعمال تزوير، وأثارت مظاهرات في البلاد.
وشهدت حكومة مادورو ما تصفه تقارير صحفية غربية بالانهيار الاقتصادي وهجرة نحو ثلث السكان وتدهورا حادا في العلاقات الدبلوماسية فاقمته العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، والتي أثرت على صناعة النفط، في حين تؤكد السلطات أن الأزمة نتيجة "الحصار الإجرامي" المفروض على البلاد.
وانهار إنتاج النفط في فنزويلا، متراجعا من أكثر من 3 ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون، في حين تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80% خلال 10 سنوات من حكم مادورو، وسجلت البلاد تضخما أرغم السلطات على "دولرة" الاقتصاد جزئيا.
ويوم 29 يوليو/تموز 2024 أعلن المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا فوز الرئيس مادورو بولاية رئاسية ثالثة عقب نيله 51.2% من أصوات الناخبين، واعترضت المعارضة على النتائج متحدثة عن تزويرها وعن وجود أعمال ترهيب.
وأصرت المعارضة على فوز مرشحها إدموندو غونزاليس بـ70 % من الأصوات، ورفضت الاعتراف بإعلان المجلس الوطني الانتخابي. وقالت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو في تصريحات للصحفيين "لفنزويلا رئيس جديد منتخب هو إدموندو غونزاليس أوروتيا".
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقب إعلان فوز مارودو عن "مخاوف جدية" من أن الفوز المعلن للرئيس نيكولاس مادورو "لا يعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي".