إبراهيم عبود
إبراهيم عبود ثاني رئيس للسودان، وقائد أول انقلاب عسكري فيه عام 1958 تولى على إثره السلطة، يتهمه خصومه بأنه اعتمد سياسات قسرية وقمعية فاقمت أزمة الجنوب وزادت رقعة الحرب، توفي عام 1983.
المولد والنشأة
ولد إبراهيم عبود يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1900 شرقي السودان لأسرة تنتمي إلى قبيلة الشايقية.
الدراسة والتكوين
التحق إبراهيم عبود بكلية غوردون التذكارية عام 1917 ثم المدرسة الحربية وعمل في الجيش المصري حتى انسحاب القوات المصرية من السودان عام 1924.
التجربة السياسية
قاد عبود أول انقلاب عسكري بالسودان في نوفمبر/تشرين الثاني 1958 وأوقف العمل بالدستور وحل البرلمان ومنع العمل الحزبي، وترأس السودان إلى أن أطاحت به انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول 1964.
يتهم عبود من قبل خصومه -وخاصة الجنوبيين- بأنه اعتمد لحل مشكلة الجنوب على الأسلمة والتعريب القسريين، وذلك من خلال إجراءات منها: إنشاء مدارس ومعاهد إسلامية في الجنوب وإصدار قانون 1960 الذي جعل من يوم الجمعة عطلة أسبوعية في الجنوب بعد أن كانت العطلة الرسمية هناك الأحد وإصدار قانون الجمعيات التبشيرية الذي يحد من نشاطها.
كان عبود يعتبر أن الجنوب منطقة سودانية لا يوجد فيها سوى القانون الأجنبي البريطاني، ومن الأولى أن يكون مشمولا بقانون وطني.
عرفت فترة عبود تطور النشاط السياسي والعسكري في الجنوب، فتأسس عام 1963 الاتحاد الوطني الأفريقي للمناطق المقفولة على أيدي مجموعة من الساسة الجنوبيين من بينهم: جوزيف أودوهو ووليام دينق وغيرهما.
وكان الاتحاد أول هيئة سياسية جنوبية قامت بالترويج لقضية جنوب السودان إقليميا ودوليا، وعرض مؤسسو هذا التنظيم مشكلة الجنوب أمام الأمم المتحدة عند تأسيسه، كما تأسس جيش الأرض والحرية في سبتمبر/أيلول 1963 الذي سيصبح في ما بعد "أنيانيا".
اشتد في عهده القمع الداخلي والانهيار الاقتصادي وتصاعدت حدة الحرب في الجنوب مما رفع من درجة السخط الشعبي، فاندلعت انتفاضة شعبية في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1964 أطاحت بحكم الجيش وسلمت السلطة إلى حكومة انتقالية برئاسة سر الختم الخليفة، ووضعت مشكلة الجنوب وطرق إحلال السلام هناك على رأس أولوياتها.
الوفاة
توفي إبراهيم عبود في 8 سبتمبر/أيلول 1983 بالخرطوم التي عاد إليها بعد سنوات طويلة قضاها في بريطانيا.