المالديف جزر استقطبت الرحالة العرب والفرس وخضعت للحماية البريطانية

جمهورية المالديف دولة آسيوية تتكون من أرخبيل من الجزر تقع في المحيط الهندي، استوطنها مهاجرون من الهند وسيرلانكا منذ ما قبل الميلاد، ثم شهدت هجرات من العرب والفرس ابتداء من المنتصف القرن العاشر بحثا عن اللؤلؤ والتوابل وجوز الهند والأسماك المجففة.
أصبحت محط اهتمام المستكشفين الغربين وتنافس القوى الاستعمارية ابتداء من منتصف القرن السادس عشر، ثم أصبحت تحت الحماية البريطانية من عام 1887 وحتى استقلالها في 1965.
بعد ثلاث سنوات على الاستقلال صوت المالديفيون لصالح النظام الجمهوري عام 1968، فتم عزل السلطان محمد فريد ديدي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني وإنهاء النظام الملكي الذي دام 853 عاما.
المعلومات الأساسية
- الاسم الرسمي: جزر المالديف
- الاسم المختصر: مالديف
- العاصمة: ماليه
- اللغة الرسمية: الديفيهي
- النظام السياسي: جمهوري
- تاريخ الاستقلال: 26 يوليو/تموز 1965
- العملة: روفيه

الجغرافيا
- الموقع: تقع المالديف -وهي أرخبيل من الجزر- في المحيط الهندي ضمن القارة الآسيوية.
- المساحة: 298 كلم2
- الموارد الطبيعية: الثروة السمكية، المساحات الزراعية.
- المناخ: استوائي.
السكان
- التعداد: وصل عدد سكان جزر المالديف إلى 525.994 نسمة في 2023، مقابل 524.106 في 2022، و516.154 في 2021.
- التوزيع العرقي: يتألف شعب المالديف من قوميات مختلفة، أبرزها الهنود والسنهاليون والعرب.
- الديانة: الإسلام.
الاقتصاد
وصل الناتج المحلي الإجمالي للمالديف إلى 6.72 مليار دولار في 2024، مقابل 6.59 في 2023، و6.18 مليار دولار في 2022.
أما الناتج الفردي السنوي فقد بلغ 12667 دولارا أميركيا عام 2023، مقابل 11781 دولارا أميركيا في عام 2022، و10076 دولارا أميركيا في عام 2021.
بينما بلغت نسبة النمو 3.97% في 2023، و13.91% في 2022، و%37.69 في 2021، ونسبة البطالة 4.12% في 2023، و4.42% في 2022، و5.02% في 2021.
وبلغت نسبة التضخم 1.4% في 2024، و%2.9 في 2023، و%2.3 في 2022، ووصل حجم الدين الخارجي إلى 3.74 مليار دولار في 2023، و3.62 مليار دولار في 2022، و3.36 مليار دولار في 2021.
أهم المنتجات: الجوز، الأرز، الأسماك، المنتوجات السياحية.
التاريخ
ابتداء من منتصف القرن العاشر الميلادي بدأ الرحالة العرب والفرس في الوصول إلى جزر المالديف، التي سكنها منذ القرن الخامس قبل الميلاد مستوطنون قادمون على الأرجح من سيرلانكا والهند وأسسوا ممالك محلية.
وتزايد وصول العرب إلى المالديف بأعداد كبيرة بحثا عن اللؤلؤ والتوابل وجوز الهند والأسماك المجففة وغيرها من المواد التجارة التي تتوفر بكميات كبيرة بهذه الجزر وتلقى رواجا واسعا في الأسواق الأفريقية والصينية.
ومع حلول منتصف القرن الحادي عشر كانت الهوية الدينية والثقافية في جزر المالديف قد بدأت تتشكل من جديد، فغلب الطابع الإسلامي على مظاهر البوذية التي كانت قائمة من قبل، كما أصبح الإسلام الدين الرسمي لسلاطين المالديف.
وفي منتصف القرن السادس عشر وصل المستكشفون الغربيون إلى جزر المالديف، وسرعان ما أصبح البرتغاليون المسيطرون على التجارة في المحيط الهندي يؤثرون على السياسة الداخلية في المالديف.
ثم تراجع النفوذ البرتغالي أمام الحضور الهولندي المتزايد في القرن السابع عشر، وأخيرا أصبح البريطانيون أصحاب السيطرة على المنطقة ابتداء من عام 1796.
عهد الحماية البريطانية
بعد نحو قرن من النفوذ البريطاني المتعاظم، أصبحت المالديف تحت الحماية البريطانية عام 1887 مع الاحتفاظ بالحكم الذاتي، بموجب اتفاقية وقعها السلطان محمد معين الدين الثاني، والحاكم البريطاني آرثر تشارلز، لكن التأثير البريطاني ظل يتنامى باستمرار على مستوى السياسة الداخلية للمالديف.
وفي النصف الأول من القرن الـ20 بدأ ظهور دعوات الاستقلال عن بريطانيا التي واجه أسلوب حكمها معارضة شديدة من السكان المحليين.
وبعد مفاوضات في كولومبو، جرى توقيع إعلان الاستقلال عام 1965 لتنال المالديف الاستقلال التام بوصفها سلطنة غير تابعة للتاج البريطاني كما كانت من ذي قبل.
وجرى توقيع الاتفاقية بين كل من رئيس الوزراء المالديفي إبراهيم ناصر، والسفير البريطاني مايكل ووكر نيابة عن الملكة إليزابيث، ثم حصلت على عضوية الأمم المتحدة بعد نحو شهرين من الاستقلال.
من الملكية إلى الجمهورية
بعد ثلاث سنوات من استقلالها أجري عام 1968 استفتاء في المالديف بشأن نظام الحكم، فصوت 81.23% لصالح النظام الجمهوري مقابل أقلية داعمة للملكية الدستورية.
وبعد تصويت البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 1967، ثم الاستفتاء الشعبي في مارس/آذار 1968، كانت النتائج لصالح النظام الجمهوري، فتم عزل السلطان محمد فريد ديدي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1968 وإنهاء النظام الملكي الذي دام 853 عاما.
وبموجب نتائج الاستفتاء أصبح رئيس الوزراء إبراهيم ناصر أول رئيس للبلاد، ويوصف عهده بأنه شهد وضع أسس دولة المالديف الحديثة، واستمر في الحكم عشر سنوات تولى أثناءها ولايتين رئاسيتين.
لكن الصراع السياسي الداخلي دفع ناصر إلى الاستقالة عام 1978 تزامنا مع تدهور اقتصادي وتوتر سياسي، إضافة إلى تراجع شعبيته بسبب نمط حكمه الذي يصفه معارضوه بالاستبدادي.
ست ولايات لرئيس واحد
عقب استقالة ناصر عام 1978 انتخب مأمون عبد القيوم رئيسا لجزر المالديف، وامتد حكمه ثلاثين عاما، إذ أعيد انتخابه خمس ولايات متتالية أخرى في سنوات 1983 و1988 و1993 و1998 و2003، ويوصف نظامه بالاستبدادي.
نجا ناصر من عدة محاولات اغتيال وانقلاب على حكمه، كان من أشهرها المحاولة التي جرت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، ونفذها متمردون يستعينون بمرتزقة من سيرلانكا.
فقد شن المتمردون هجوما على العاصمة ماليه التي استولوا عليها فأسروا الرئيس مأمون عبد القيوم فترة وجيزة، قبل أن تستعيد الحكومة السيطرة على الوضع بعد الاستعانة بالجيش الهندي.
وفي السنوات الأخيرة من عهده أقر دستور جديد للبلاد يسمح بالانتخاب المباشر للرئيس، فأجربت انتخابات عام 2008 هزم فيها الرئيس مأمون عبد القيوم أمام مرشح المعارضة محمد نشيد.

رؤساء الولاية الواحدة
بعد نحو أربع سنوات على فوز مرشح المعارضة محمد نشيد عام 2008، اضطر للاستقالة على وقع أزمة سياسية عرفتها البلاد، فخلفه نائبه محمد وحيد حسن مانيك.
ثم بعد تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في 2013 وفوز عبد الله يمين بالرئاسة هزمه هو الآخر في 2018 مرشح المعارضة إبراهيم محمد صالح.
ولم يصمد صالح هو الآخر في الرئاسة أمام معارضته، فقد هزم في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد حصوله على نتيجة 46.04% مقابل 54.04% لمرشح المعارضة محمد معز.
حظر الجواز الإسرائيلي
في 15 إبريل/نيسان 2025 صادق رئيس المالديف محمد معز على قرار يحظر دخول الإسرائيليين إلى البلاد، تزامنا مع دعوات وطنية بدأت تظهر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت رئاسة المالديف إن قرار منع دخول الإسرائيليين يأتي ردا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.