حسينة واجد رئيسة وزراء بنغلاديش لـ5 فترات
سياسية بنغالية وزعيمة حزب رابطة عوامي السياسي. ولدت عام 1947، تخرجت بشهادة في الأدب البنغالي، شغلت منصب رئيسة وزراء بنغلاديش خمس فترات؛ فترة ولاية واحدة من عام 1996 إلى عام 2001. و4 فترات متتالية منذ عام 2009 إلى عام 2024.
المولد والنشأة
ولدت حسينة واجد في 28 سبتمبر/أيلول 1947 في قرية "تونغي بارا" جنوب غرب العاصمة البنغالية دكا، وهي أكبر البنات الخمس للشيخ مجيب الرحمن، مؤسس وأول رئيس لجمهورية بنغلاديش الشعبية. تزوجت من العالم الفيزيائي واجد مياه سنة 1968.
الدراسة والتكوين
تعلمت السياسة منذ نعومة أظفارها، في مدرسة أبيها، وأنهت دراستها الابتدائية في القرية التي ولدت فيها، ثم التحقت بجامعة داكا التي تخرجت فيها عام 1973م وحصلت على شهادة في الأدب البنغالي.
التجربة السياسية
أثناء دراستها كانت تنشط ضمن اتحاد الطلبة وترأست طلبة رابطة عوامي في الجامعة، كما انتخبت نائبة لرئيس اتحاد الطلبة عام 1966. وفي أواخر الستينيات عملت منسقة سياسية لوالدها خلال سجنه من قبل الحكومة الباكستانية.
وفي 15 أغسطس/آب 1975 اغتال ضباط بنغاليون والدها (الذي كان قد تولى الحكم منذ أشهر فقط)، وجميع أفراد أسرتها، ونجت هي وشقيقتها ريحانة من الاغتيال لوجودهما آنذاك في ألمانيا، ثم ظلت فترة في المنفى بين بريطانيا والهند حتى انتخابها رئيسة لرابطة عوامي.
عند عودتها إلى وطنها عام 1981، أصبحت مناصرة بارزة وصريحة للديمقراطية، وهو ما أدى إلى وضعها تحت الإقامة الجبرية في مناسبات عديدة.
حصلت في نهاية المطاف على مقعد في البرلمان وأصبحت زعيمة للمعارضة فيه، وأدانت عنف الحكم العسكري ودعت لاتخاذ تدابير لتأمين حقوق الإنسان الأساسية لجميع المواطنين.
عام 1991 -في أول انتخابات عامة حرة تعقد في بنغلاديش منذ 16 عاما- فشلت في الحصول على الأغلبية في البرلمان، وفازت عليها زعيمة الحزب القومي البنغلاديشي المنافس خالدة ضياء.
واتهمت حسينة وأتباعها "الحزب الوطني البنغالي" بعدم الأمانة خلال الانتخابات، وقاطعت رابطتها -إلى جانب أحزاب المعارضة الأخرى- البرلمان. وتسبب هذا الموقف في حالة من الاضطراب السياسي.
ورغم أن حكومة بنغلاديش الوطنية نفت جميع مزاعم تزوير الأصوات، إلا أن خالدة استسلمت لمطالب حسينة بالتخلي على منصبها لحكومة مؤقتة محايدة لإدارة الانتخابات.
وفي 23 يونيو/حزيران 1996 أصبحت حسينة رئيسة للوزراء في بنغلاديش بعد فوز حزبها بالانتخابات التشريعية، غير أن الحزب مني بهزيمة في انتخابات 2001 بعد فوزه بـ60 مقعدا فقط في مجلس النواب مقابل 200 مقعد لغريمه الحزب الوطني البنغالي، لكن حزبها قال إن الانتخابات تم تزييفها رغم الشهادات الدولية بنزاهتها.
في أبريل/نيسان 2007 وجهت لها تهمة الابتزاز والتحريض على القتل، وأصدر القضاء مذكرة إيقاف بحقها سرعان ما تم إلغاؤها.
وفي 16 يوليو/تموز 2007 اعتقلتها الشرطة البنغالية قبل أن يتم إطلاق سراحها في الشهر نفسه، لتسافر بعدها إلى الولايات المتحدة بغرض العلاج.
وفي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 عادت إلى بنغلاديش وقادت حزب رابطة عوامي في انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2008، والتي أدت إلى تسلمها رئاسة الوزراء مجددا في السادس من يناير/كانون الثاني 2009.
قاطع الحزب الوطني البنغالي وجماعات المعارضة الأخرى صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية عام 2014 بسبب المخاوف من أن الانتخابات لن تكون حرة ونزيهة، واكتسح بذلك حزب رابطة عوامي النتائج، التي أعلنت في السادس من يناير/كانون الثاني 2014، وأدت حسينة اليمين الدستورية رئيسة للحكومة للمرة الثالثة.
وفي عام 2017، وفي خضم رئاستها للوزراء، وصل أكثر من 700 ألف من الروهينغا إلى بنغلاديش، هربا من الإبادة الجماعية في ميانمار المجاورة. قدمت لهم الحكومة المأوى والمساعدة، إلا أنها لم تمنحهم وضع اللاجئين وعملت على تشجيعهم من أجل العودة إلى وطنهم. وقد تلقت حكومة حسينة واجد الثناء على المستويين الدولي والمحلي لمساعدتهم ، لكن المخاوف تزايدت بشأن إيجاد حل دائم للأزمة.
وفي الوقت نفسه، واجهت حسينة وحزبها اتهامات بقمع المعارضة طوال فترة وجودها في السلطة، إذ تم القبض على العديد من أعضاء المعارضة أو محاكمتهم، وبدا أن الحكومة في بعض الأحيان تخنق المعارضة وحرية التعبير.
وفي الانتخابات التي أجريت في 30 ديسمبر/كانون الأول 2018، حصل حزبها من جديد على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان.
واتُهمت مرة أخرى بقمع المعارضة خلال الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في يناير/كانون الثاني 2024، ووفقا لما أعلنه الحزب الوطني البنغالي، فقد تم اعتقال أكثر من 20 ألفا من قادته وأعضائه ومؤيديه كجزء من حملة قمع كبيرة بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وردا على رفض حسينة لمطلب بإنشاء حكومة مؤقتة محايدة لإدارة الانتخابات، قاطع الحزب الوطني البنغالي الانتخابات، مدعيا أنها غير نزيهة.
كما دعا الحزب المعارض إلى إضراب على مستوى البلاد. وردت حسينة بدعوة الناس إلى التصويت ووعدت بأن "هذه الانتخابات ستكون حرة ونزيهة".
وأسفرت الانتخابات عن فوز ساحق لحزب رابطة عوامي، الذي حصل على 222 مقعدا في البرلمان المؤلف من 300 مقعد.
وفي 11 يناير/كانون الثاني 2024، شغلت حسينة واجد منصب رئيسة وزراء بنغلاديش للمرة الخامسة، وهو ما وضع اسمها في قائمة القيادات النسائية البارزة الأطول حكما في العالم.
واندلعت احتجاجات شعبية أطلق عليها المحتجون "حصار بنغلادش" منتصف عام 2024، طالبوا فيها باستقالة رئيسة الوزراء، واتهموها باعتقال 10 آلاف شخص وشن حملات قمع متكررة ضد المعارضة، وحظر حزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي "شيبير"، واعتقال كثير من القادة المعارضين.
وقتل خلال الاحتجاجات المئات من المتظاهرين، وسط أعمال عنف وتخريب اجتاحت البلاد وتسببت باندلاع اشتباكات مع قوات الشرطة، فاضطرت الحكومة إلى إعلان حظر تجول يوم 4 أغسطس/آب، كما أعلنت عطلة عامة لـ3 أيام.
واتهم معارضون، إلى جانب جماعات لحقوق الإنسان، حكومة الشيخة حسينة باستخدام القوة المفرطة لإخماد الحراك، وهو ما نفته رئيسة الوزراء وحكومتها.
وفي الخامس من أغسطس/آب أعلنت رئيسة الوزراء استقالتها من منصبها، وفرت إلى الهند، في حين اقتحم متظاهرون مقرها الرئيسي في داكا، وأعلن الجيش عن محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة.
وذكرت صحيفة بنغلاديشية أن حسينة غادرت إلى الهند على متن مروحية عسكرية، في حين نقلت قناة "سي إن إن 18" الهندية عن مصادر استخبارية أنها وصلت إلى مدينة أغراتالا بشمال شرقي الهند، وأن نيودلهي تعهدت بضمان سلامتها.
الإنجازات
قادت جهود حكومتها للتخفيف من حدة الفقر في بلادها التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، من 31.5% إلى 20.5%، وتمكنت تلك الجهود من رفع متوسط نمو الناتج المحلي السنوي الإجمالي بنسبة 7%.
وأصبحت بلادها من بين أسرع 5 اقتصادات نموا في العالم، واحتلت المرتبة 41 من حيث الناتج المحلي الإجمالي. حسب تصريح لها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة 76 المنعقدة في سبتمبر/أيلول 2021.