تعرف على قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة
لم يكن قرار وزارة التجارة التركية بتقييد تصدير 54 منتجًا إلى إسرائيل اعتبارًا من اليوم مفاجئًا بالنسبة لمراقبي الشأن التركي وعلاقات تركيا مع إسرائيل منذ شروع الاحتلال في الحرب على قطاع غزة.
فمع الموقف السياسي التركي المناهض لحرب إسرائيل تصاعدت الضغوط التجارية لأنقرة تدريجيا.
وأعلنت وزارة التجارية التركية، اليوم الثلاثاء، تقييد تصدير 54 منتجاً إلى إسرائيل اعتبارًا من اليوم.
وأوضحت الوزارة في بيان أن القيود على الصادرات إلى إسرائيل ستظل سارية حتى تعلن تل أبيب وقفًا فوريًا لإطلاق النار بغزة وتسمح بتقديم مساعدات كافية ومتواصلة للفلسطينيين.
وأضاف أن قرار تقييد الصادرات إلى إسرائيل يشمل وقود الطائرات وحديد الإنشاءات والفولاذ المسطح والرخام والسيراميك، وغيرها.
وأكد البيان أن تركيا لم تقم منذ فترة طويلة ببيع إسرائيل أي منتج يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.
وهذه أهم قرارات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب
1- تعليق التعاون الطاقي
أعلنت تركيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، كما ألغى وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار زيارة كانت مقررة لإسرائيل.
كانت أنقرة قبلها تعتزم مناقشة خطط للتعاون مع إسرائيل للتنقيب المشترك عن الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط وإمكانية وضع خطط لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.
وجاء ذلك بعدما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العدوان الإسرائيلي على غزة، واتهمها بشن أكثر الهجمات وحشية في التاريخ خلال حربها المستمرة على قطاع غزة، ووصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها حركة تحرر.
2- خارج قائمة الدول المستهدفة بالتصدير
استبعدت تركيا إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير، وفق ما سلطت عليه الضوء صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واحتلت إسرائيل المرتبة 13 لصادرات تركيا في عام 2023، وبلغت الصادرات إليها 5.42 مليارات دولار، وفق الصحيفة التي طرحت سؤالا عن سبب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الخطوة، وهل ستؤثر على التجارة بين الجانبين؟
ومعنى هذا القرار توقف دعم الدولة التركية للشركات التي تعمل مع إسرائيل، كما يعني توقف دعم وزارة التجارة التركية للمؤتمرات المشتركة مع إسرائيل، وفق الصحيفة.
وتراجعت الصادرات التركية إلى إسرائيل خلال السنة الماضية إلى 5.42 مليارات دولار، من 7 مليارات دولار في عام 2022.
وبحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن إسرائيل صدّرت سلعا بقيمة 1.5 مليار دولار إلى تركيا في 2023، تراجعت من 2.5 مليار دولار في عام 2022.
وكانت تركيا من بين 7 دول شهدت انخفاضا كبيرا في الصادرات الإسرائيلية العام الماضي إلى جانب ماليزيا وألبانيا وتايوان وفرنسا وبريطانيا وكندا، وفق الصحيفة.
كان وزير التجارة التركي عمر بولات، قال في 7 نوفمبر/تشرين الثاني إن التجارة بين إسرائيل وتركيا تقلصت إلى النصف منذ اندلاع الحرب على غزة.
وقال بولات، في مؤتمر صحفي خلال زيارة رسمية للكويت، إنه "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، نلاحظ أن التجارة المتبادلة (بين تركيا وإسرائيل) انخفضت أكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي".
وأكد بولات أن هذا الانخفاض جاء نتيجة "لطلب التجار والمستهلكين ونهجهم".
3- عرقلة الصادرات
نقلت غلوبس عن مصدر لم تسمه، قوله إن الصادرات من تركيا إلى إسرائيل إما تأخرت أو لم تتم الموافقة عليها منذ أواخر الشهر الماضي.
وذكرت وكالات تعمل مع المستوردين الإسرائيليين أن مصدر التأخير هو الحكومة التركية، ولم يكن من الواضح إلى متى سيستمر الوضع.
وذكرت غلوبس أنه منذ يوم الجمعة 29 مارس/آذار لم يكن من الممكن دفع رسوم التصدير للشحنات من تركيا إلى إسرائيل، إذ كان يظهر الموقع الإلكتروني المخصص خطأ تقنيًا، مع عدم وجود خيار للمضي قدما في العملية.
وسعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى التعامل مع الوضع، وفق الصحيفة.
وفسّرت الصحيفة ذلك باتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات صارمة في ما يتعلق بالتجارة مع إسرائيل، رغم أنه لم تكن ثمة عقوبة رسمية وقتها.
4- تعليق الطيران
أعلنت الخطوط الجوية التركية عقب اندلاع حرب إسرائيل على غزة وقف رحلاتها إلى إسرائيل حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024.
كانت الخطوط الجوية التركية قبل اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تسيّر أكثر من 10 رحلات يومية بين تل أبيب وإسطنبول.
5- تمديد التعليق
يوم الخميس الماضي ألغت الخطوط الجوية التركية الحجز الإلكتروني المسبق لرحلاتها إلى إسرائيل حتى مارس/آذار 2025، مما يعني أن الشركة ربما مددت الوقف 5 أشهر إضافية.
وثمة تأثير كبير لإلغاء رحلات الخطوط الجوية التركية إلى إسرائيل على أنماط الرحلات من مطار بن غوريون وإليه، إذ تشغّل الخطوط الجوية التركية رحلات إلى 340 وجهة عبر 4 قارات، كما أن إسطنبول كانت محطة توقف شعبية للمسافرين الإسرائيليين الذين يبحثون عن أسعار اقتصادية للرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم.
وفي يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023 سافر أكثر من 5% من ركاب الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من تل أبيب عبر الخطوط التركية، لتحتل المرتبة الرابعة في عدد الركاب الذين تم نقلهم من مطار بن غوريون وإليه.