"العدالة" في سراييفو.. معاناة الفلسطينيين في قلب مهرجان الجزيرة بلقان السابع للأفلام الوثائقية
سراييفو – تنطلق، اليوم الجمعة، فعاليات مهرجان الجزيرة بلقان السابع للأفلام الوثائقية (AJB DOC) بالتزامن مع البرنامج المهني لصناعة الوثائقيات "أيام الجزيرة الوثائقية" بالعاصمة البوسنية سراييفو، ويعرض المهرجان 24 فيلما وثائقيا تتناول العنف ضد الفلسطينيين وتتناول أيضا الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في العالم، تحت شعار "العدالة؟"، وبالإضافة إلى ذلك سيعقد برنامج مصاحب يشتمل على عروض خاصة وحلقات نقاش وجلسات تدريب لصانعي الأفلام الشباب.
واختار المنظمون 24 فيلما وثائقيا من بين نحو 300 فيلم رشحت للمشاركة، وتتضمن 4 برامج، هي: برنامج المسابقة، وعرض الجزيرة بلقان، وسينما اللحظة الأخيرة، والوثائقيات الذكية، مع 4 عروض خاصة إضافية. وتشمل الأفلام 9 عروض أولية دولية، 12 عرضا إقليميا (من منطقة البلقان) و5 عروض أولية من البوسنة والهرسك.
اقرأ أيضا
list of 2 items"مبعوث يسوع".. هل سيُدخل ترامب أميركا عصر الهيمنة المسيحية؟
ويُفتتح المهرجان -الذي يعقد في مركز الثقافة البوسنية (BKC) وسينما سراييفو سينيبلكس في الفترة من 13 إلى 17 سبتمبر/أيلول- بفيلم "حيث تبكي أشجار الزيتون" من إخراج الثنائي البلغاري زايا وموريتسيو بينازو، كاشفا عن وحشية الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري في الضفة الغربية.
"العدالة؟".. غزة وفلسطين
وقال مدير المهرجان أدهم فوتشو في حديث للجزيرة نت "لقد صدمنا وخاب أملنا، لأن المهرجانات والأحداث الثقافية الكبرى في جميع أنحاء العالم كانت خجولة ومتحفظة بشأن قضية الإبادة الجماعية في فلسطين. لقد رفضنا أن نستسلم للضغوط الغربية، ونريد تناول قضية أسوأ فظائع العصر الحديث، خاصة أننا معروفون جيدا بمهرجاننا الرائد في هذا الجزء من العالم".
"صدمنا وخاب أملنا، لأن المهرجانات والأحداث الثقافية الكبرى في جميع أنحاء العالم كانت خجولة ومتحفظة بشأن قضية الإبادة الجماعية في فلسطين. لقد رفضنا أن نستسلم للضغوط الغربية، ونريد تناول قضية أسوأ فظائع العصر الحديث"
وأضاف مدير المهرجان "إن مسألة العدالة حاضرة دائمًا، وهي شيء نتوقعه جميعًا، ولكن نادرًا ما يتم تقديمه. مرة أخرى، كانت الحكومات والمنظمات الغربية -التي تروّج للقيم العالمية وتفرضها أحيانًا- صامتة ومتواطئة في حرمان الفلسطينيين من أي شكل من أشكال العدالة؛ كان الأمر مروّعًا ومثيرًا للاشمئزاز ومثيرًا للصدمة. ولهذا السبب وضعنا علامة استفهام، لنسأل: أين العدالة؟ وبشكل خاص: أين العدالة للفلسطينيين؟".
"جاء موضوع المهرجان عفويا وطبيعيا. أردنا التركيز على قضية غزة وفلسطين، ويتمتع البوسنيون -وهم ضحايا الإبادة الجماعية والدليل الحي على تقصير العدالة الدولية- بمصداقية أكبر وحاجة أكبر للمطالبة بالعدالة للفلسطينيين"
واستشهد فوتشو بقول الزعيم الأميركي من أصل أفريقي مارتن لوثر كينغ الابن "ليس من الممكن أن تكون مؤيدا للعدالة لبعض الناس ولا تكون مع العدالة لجميع الناس"، مضيفا "يتمتع البوسنيون -وهم ضحايا الإبادة الجماعية والدليل الحي على تقصير العدالة الدولية- بمصداقية أكبر وحاجة أكبر للمطالبة بالعدالة للفلسطينيين. لن نكلّ ولن نستسلم. يأمل مهرجاننا أن يشجع الآخرين على إظهار مزيد من الشجاعة والأخلاق للمطالبة بالعدالة للفلسطينيين".
وأضاف المدير الإداري للجزيرة بلقان "لذا، جاء موضوع المهرجان عفويا وطبيعيا. أردنا التركيز على قضية غزة وفلسطين. يؤلمنا أن مهرجانات الأفلام الأخرى قد أغفلت إلى حد ما هذا الموضوع، كما لو أنه ليس الموضوع الأكثر أهمية اليوم".
أفلام البلقان
وتحدث مقيم الأفلام سياد كريشفلجاكوفيتش عن برنامج المهرجان، وأشار إلى أن هناك فيلمين من البوسنة والهرسك في برنامج المسابقة لهذا العام.
وقال "نحن ممتنون بشكل خاص لوجود فيلمين لمؤلفين من البوسنة والهرسك في برنامج المسابقة لهذا العام، ‘اغفر لنا ديوننا’ لسيرجي كريسو، وهو بوسني مقيم في هولندا، و’مسابقة الجمال في السجن’ لسردجان شاريناك. نحن فخورون بشكل خاص بأن هذين الفيلمين ضمن المختارات. ومن الواضح أن الجزيرة بلقان ومهرجان AJB DOC للأفلام الوثائقية دائما ما يوليان اهتمامًا خاصا للأفلام الإقليمية والبوسنية. هذا العام، كما في النسخ الست السابقة للمهرجان، ستعرض 4 أفلام؛ أحدها من إنتاج كرواتي، و3 من البوسنة والهرسك. ومن بين إجمالي 24 فيلما، 8 منها هي إنتاجات بوسنية".
وسيُتخذ قرار حول أفضل فيلم في برنامج المسابقة بواسطة لجنة تحكيم دولية من 5 أعضاء: ديبورا لندن-هارينغتون صانعة أفلام وثائقية، وناميك كابيل مخرج أفلام وكاتب، وميلا توراجليتش صانعة أفلام وثائقية، وفرانشيسكو مونتاجر صانع أفلام وثائقية، وميريام فرانسوا صحفية وصانعة أفلام وثائقية.
وستتنافس جميع الأفلام الموجودة في برنامج المسابقة أيضا على جائزة الجزيرة بلقان للأفلام الوثائقية، التي تقدمها لجنة تحكيم برنامج الجزيرة بلقان. وستتاح الفرصة لجميع الأفلام المعروضة في المهرجان للفوز بجائزة الجمهور.
"أيام الجزيرة الوثائقية"
وبالتزامن والتوازي مع مهرجان الأفلام الوثائقية، تنظم قناة الجزيرة الوثائقية "أيام الجزيرة الوثائقية" (أيام الصناعة) التي تضم اجتماعات للمحترفين في صناعة الأفلام الوثائقية وتسعى لتربط صناع القرار بالمشاريع الوثائقية البارزة.
ووفقا لمسؤولة العلاقات العامة بالمهرجان ناديرا داسيتش، أصبحت "أيام الجزيرة الوثائقية" واحدة من المنصات العالمية الرائدة في الصناعة، خارج المراكز العالمية الكبرى.
تم تقديم 270 مشروعًا وثائقيا من قرابة 50 دولة، واختير 29 منها لتُعرض في 4 فئات. وستوزع جوائز تتجاوز قيمتها 120 ألف يورو على المشاريع الفائزة، وسيتم التركيز على التعاون الدولي ودعم المؤلفين الشباب، وسيحضر "أيام الجزيرة الوثائقية" (AJD) أكثر من 80 من شخصية من صناع القرار من مهرجانات الأفلام الكبرى مثل مهرجان صاندانس السينمائي الأميركي، ومنتدى برلين السينمائي، ومهرجان وثائقيات لايبزيغ، ومهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA)، فضلا عن مخرجين وممثلين من شبكة "أرتيو" الفرنسية-الألمانية (ARTE) وغيرها من الجهات الإذاعية العامة الكبرى من النمسا وجمهورية التشيك وكرواتيا الذين سيقدمون أيضا جوائزهم.
وستركز نسخة هذا العام على الأفلام الوثائقية التي تحكي قصصًا إنسانية، وتتناول القضايا الاجتماعية الملحة، وتعزز القيم العالمية، مع الاهتمام بالمناطق المهمشة في صناعة الأفلام الوثائقية. ومن خلال تشجيع التبادل الثقافي، تهدف الفعاليات إلى تعزيز فهم أعمق لوجهات النظر المختلفة.
وقالت دايستش "لدينا أفلام من جميع أنحاء العالم، حصلت على جوائز في مهرجانات أخرى. كما هو الحال دائما، بعض الأفلام ستكون لأول مرة في مهرجاننا. نعتقد أن هذا المهرجان قد وصل إلى مستوى جديد، ونأمل أن يكون هذا الإصدار هو الأفضل حتى الآن"
"لدينا أفلام من جميع أنحاء العالم، حصلت على جوائز في مهرجانات أخرى. كما هو الحال دائما، بعض الأفلام ستكون لأول مرة في مهرجاننا. نعتقد أن هذا المهرجان قد وصل إلى مستوى جديد، ونأمل أن يكون هذا الإصدار هو الأفضل حتى الآن"
من جانبه، قال مدير المهرجان فوتشو "لدينا العديد من الأفلام والضيوف من فلسطين. بعض الأفلام من صنع مؤلفين فلسطينيين، وبعضها ليس كذلك، ولكن الموضوع هو الأهم. نحتاج إلى التحدث عن الظلم المستمر والتاريخي (في فلسطين)، وسنعرض أيضًا بعض الأفلام التاريخية عن فلسطين".
واستدرك قائلا "بالطبع، أفلام هذا العام ليست كلها عن فلسطين. لدينا أفلام من جميع أنحاء العالم، حصلت على جوائز في مهرجانات أخرى. كما هو الحال دائما، بعض الأفلام ستكون لأول مرة في مهرجاننا. نعتقد أن هذا المهرجان قد وصل إلى مستوى جديد، ونأمل أن يكون هذا الإصدار هو الأفضل حتى الآن. ندعو الجمهور للحضور والمشاركة في مهرجاننا".
وبالإضافة إلى عروض الأفلام الوثائقية، يقدم مهرجان الجزيرة بلقان للأفلام الوثائقية السابع برنامجًا مصاحبًا غنيا، يتضمن موضوعا رئيسا بعنوان "الحياة بين نقاط التفتيش" ومناقشة حول "العنف ضد النساء"، برعاية وزارة الثقافة والرياضة في كانتون سراييفو، وهيئة السياحة في كانتون سراييفو "زوروا سراييفو".
وتقام برامج تدريبية ضمن البرنامج بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام وبدعم من شركة سامسونغ ومشروع "النساء يقدن الطريق نحو السلام والأمن في البوسنة والهرسك" الذي يُنفذ بدعم من صندوق بناء السلام التابع للأمم المتحدة (PBF) بالشراكة مع وزارة حقوق الإنسان واللاجئين في البوسنة والهرسك. ويُنفذ المشروع تحت إشراف المنسق المقيم للأمم المتحدة في البوسنة والهرسك، كما ينفّذ بشكل مشترك من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA).