"ثقافتنا نور".. الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية 2021
تفاعل نشطاء وسياسيون عرب عبر مواقع التواصل المختلفة مع انطلاق فعاليات "الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي"
من قلب متحف الفن الإسلامي، انطلقت رسميا مساء الاثنين فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار "ثقافتنا نور"، برعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بهدف الترويج للقيم الإسلامية الخالدة القائمة على العلم والكرامة الإنسانية، وتعزيز الموروث الثقافي الإسلامي.
ومن خلال أكثر من 70 فعالية على مدى عام كامل، تسعى قطر إلى التشجيع على الإبداع والابتكار كقيم حضارية، وإلهام الأجيال الجديدة وإثراء المشهد الثقافي العالمي عبر دور منتج وفاعل، والتركيز على التنوع الثقافي كقيمة مضافة للدول الإسلامية، مع التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها لتعزيز الثقافة الإسلامية.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsتدشين فعاليات العام الثقافي "قطر-الولايات المتحدة الأميركية 2021" بالدوحة
جذب المؤلفين وأصدقاء الكتب.. شارع ابن الريب: واحة ثقافية نابضة بين أروقة كتارا
إضافة إلى ذلك، تهدف الفعاليات إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها، وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية في مجالات الآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب.
حفل إطلاق فعاليات "الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 https://t.co/pVdBrtrtXR
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 8, 2021
ثقافتنا نور
وجاء اختيار شعار "ثقافتنا نور" إيمانا من وزارة الثقافة القطرية بأن لكل أمة ثقافة تميزها عن غيرها، وأن للثقافة الإسلامية قيمة أصيلة لها فرادتها ضمن ثقافات العالم، بالإضافة إلى التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها لتعزيز الثقافة الإسلامية.
وفي كلمته، قال وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي إن الدوحة هذا العام ستكون فضاء ثقافيا زاخرا بإمكانات الفعل الثقافي، ومرآة للتنوع والحوار مع الآخر، وشاهدا على ثراء الثقافة المحلية.
وأضاف أن الثقافة مورد خصب لتشكيل هوية المجتمع وتحقيق تمايزه وترسم دوره، انطلاقا من الإبداع والتفاعل مع الآخر، وهي صمام أمان، بفضل ما تسعى إليه جميع المشارب الثقافية من تعزيز للقيم الإنسانية، وأن الحضارة الإسلامية أدت هذا الدور، وأسهمت في مختلف مجالات المعرفة.
وتأتي هذه الاستضافة ترجمة لقرار وزراء الثقافة في اجتماع المؤتمر الإسلامي السادس في أكتوبر/تشرين الأول 2009، بالعاصمة الأذرية باكو، بأن تكون الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2021، بعد أن استوفت الشروط التي تجعل منها منارة إسلامية، واعترافا بدورها في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية، وتشجيع العطاء الثقافي.
#ثقافتنا_نور لما فيها من قيم إنسانية عظيمة تستحق أن نتخذها شعارا لفعاليات #الدوحة_عاصمة_الثقافة_في_العالم_الإسلامي التي انطلقت اليوم برعاية سمو الأمير. إيماننا بالثقافة والتراث الإسلامي راسخ وعميق وقد تبنت قطر ورعت ونفذت عشرات المبادرات والمشاريع الرائدة لتعزيزها وتجسيدها
— خالد بن خليفة آل ثاني (@KBKAlThani) March 8, 2021
وتتلخص شروط ومعايير الاستضافة في أن تكون العاصمة ذات عراقة تاريخية مدونة، وصيت علمي واسع، ولها إسهامات متميزة في مجالات الثقافة والمجالات الإنسانية، من خلال الأعمال العلمية والأدبية والفنية، وتضم مراكز البحث العلمي ومكتبات للمخطوطات، ومراكز أثرية ومؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية.
بدوره، قال المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سالم بن محمد المالك إن توجيه بوصلة اهتمامنا نحو جعل مدننا عواصم ثقافية هو تحول في الذهنيات ووعي بأهمية الرأسمال الثقافي.
وبالتزامن مع افتتاح فعاليات الدوحة، نظم حفلان متوازيان في كل من إسلام آباد في باكستان وبانجول في غامبيا، وفق تقاليد منظمة الإيسيسكو منذ عام 2006، حيث تسلمت هاتان العاصمتان بالإضافة إلى الدوحة شعلة التظاهرة، من القاهرة وبخارى وباماكو التي احتضنتها العام الماضي.
سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة خلال حفل انطلاق فعاليات #الدوحة_عاصمة_الثقافة_في_العالم_الإسلامي : "ستكون الدوحة لهذا العام، فضاءً ثقافياً زاخراً بإمكانات الفعل الثقافي ومرآة للتنوع والحوار مع الآخر وشاهداً أيضاً على ثراء الثقافة المحلية."#ثقافتنا_نور pic.twitter.com/qmO6Nf3rmY
— وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) March 8, 2021
ويرى مدير مركز الوجدان الحضاري جاسم سلطان أن فعاليات الدوحة ستكون مناسبة لتعريف الأجيال بالتراث الإسلامي العظيم والتواصل مع الحضارات الأخرى لبناء التعارف الكوني الذي أمر الله به، حيث تعد قطر ملتقى حضاريا ومعلما تتعايش فيه أكثر من 130 جنسية.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن قطر اليوم ملتقى للجامعات العالمية والمتاحف والكنوز والرياضة العالمية، وملتقى يربط بين القارات، وهي بهذه المواصفات قادرة على عكس صورة الحضارة الإسلامية التي تتعايش فيها كل الأعراق والأجناس؛ بين العربي والفارسي والرومي والتركي والأفريقي، وتمتزج العلاقات بين أهل الأديان، وهذا كله يخولها لعب هذا الدور.
تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تنطلق اليوم ٧ والنصف مساءً فعاليات #الدوحة_عاصمة_الثقافة_في_العالم_الإسلامي
تحت شعار #ثقافتنا_نور على امتداد عام 2021. pic.twitter.com/65p6nfyC1s— Al Mayassa Al Thani (@almayassahamad) March 8, 2021
برنامج حافل
وتمثل فعاليات السنة فرصة لقطر لإبراز التنوع الثقافي والحضاري الذي تتميز به، بالإضافة إلى الترويج لمعالمها الحضارية والتاريخية العريقة، وتطوير نمط سياحي جديد يرتكز على استثمار تراث الدوحة المعماري في استقطاب زائرين من الدول الإسلامية، كما ترمي إلى جذب المواطن في الدول العربية والإسلامية لاكتشاف المعالم الإسلامية التاريخية في قطر، والمصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو".
وأوضح محمد البلوشي مستشار وزير الثقافة والرياضة لشؤون التراث في تصريح للجزيرة نت أن وزارة الثقافة والرياضة ستشرف على تنفيذ برنامج الفعاليات، وذلك بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إلى جانب الشركاء الإستراتيجيين؛ وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهيئة متاحف قطر، والمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
"احبّك يا قدس" اختيار رائع للاغنية الملّحنة من القطري المرحوم #عبدالعزيز_ناصر لبرومو #الدوحة_عاصمة_الثقافة_الاسلامية ٢١
وستظلّ "القدس"العاصمة الاسلامية في عيوننا وفي عين كل مسلم رغم أنف المطبّعين الخانعين#قطر #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
https://t.co/Ib7VP26s9B via @YouTube— Dr. Maryam Al-Khater (@medad_alqalam) March 6, 2021
وتسهم هذه الفعاليات في تحقيق إستراتيجية وزارة الثقافة للفترة 2018-2022، التي تسعى إلى توفير بيئة ثقافية نامية وحاضنة لطاقات المجتمع القطري بمكوناته كافة، وتجعل قطر نموذجا يحتذى به، ويؤدي دورا ثقافيا انطلاقا من منظومة قيمية حضارية إنسانية.
ورغم التحديات التي تفرضها جائحة كورونا، فقد أعلن المشرفون على الفعاليات اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية التي تضمن إنجاحها بحضور جماهيري ومشاركة آمنين، وذلك وفق الرؤى والخطط الموضوعة.
وكان برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية انطلق رسميا عام 2005 في مدينة مكة المكرمة، وعقد حتى اليوم في 48 مدينة، ويُنتظر أن تحتضن العاصمة السورية دمشق فعاليات السنة المقبلة، إلى جانب باندونغ في إندونيسيا وياوندي في الكاميرون.