شعار قسم مدونات

انتخابات مدينة نيويورك والمسيرة الصعبة لممداني

NEW YORK, NEW YORK - JUNE 21: New York City mayoral election, candidate Zohran Mamdani attends a campaign rally, calling for the full enforcement of the city's Sanctuary City laws, June 21, 2025, in Diversity Square in the Jackson Heights neighborhood of the borough of Queens, New York City. (Photo by Andrew Lichtenstein/Corbis via Getty Images)
زهران ممداني يحظى بتأييد واسع بين الشباب (غيتي)

لقد خاض أحد المدافعين عن حقوق الفلسطينيين معركة انتخابية شرسة لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي؛ ولم يتنازل أو يهادن أو يتراجع.

إنه الشاب زهران ممداني من مواليد التسعينيات، وهو أحد أفراد الحركة التي يمثل السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز قائدًا روحيًا لها، والتي تدعو إلى تعظيم الدور الاجتماعي للدولة، ورفع الأعباء عن الطبقات العاملة، وتبني مواقف من قضايا لطالما أخذ فيها الساسة الأميركيون موقفًا واحدًا بغض النظر عن الانتماء الحزبي.

فنصر إسرائيل ظالمة أو مظلومة هو دين الساسة في أميركا، ولكن جاء الشاب زهران ليعلن دعمه لفلسطين وانتفاضتها، وأن نتنياهو ربما يُعتقل في نيويورك- لأنه مجرم حرب- لو فاز في انتخابات المدينة الساهرة!

ولقد تبنى زهران مواقف داعمة لفلسطين منذ أن كان طالبًا؛ فلقد ترأس جماعة طلابية مهتمة بالشأن الفلسطيني في الجامعة. ويبدو بالنظر إلى مواقفه السياسية خلال مسيرته حديثة العهد أنه سياسي اجتماعي، يشعر بآلام الطبقات الكادحة كالسائقين وعمال الخدمات، ويرغب في رفع الأعباء عنهم في دولة صنعت الرأسمالية؛ فهو يعد مؤيديه بالعمل على جعل المواصلات مجانية، وإصلاح نظام الإسكان والإيجار المجحف والرعاية الصحية للأطفال، وإنشاء مراكز بيع سلع بأسعار مخفضة، وغيرها من الأهداف التي جمعت قطاعًا كبيرًا من ساكني المدينة الأهم في العالم حوله.

مورست ضد الشاب حرب إعلامية من أطراف عديدة، ويكفي أن المجلس التحريري لمجلة نيويورك تايمز قد دعا صراحة إلى عدم دعمه، ووصفه ببائع الأوهام

مسيرة صعبة للفوز

لم تكن رحلة زهران بالسهلة؛ فهو ليس أميركيًا بالميلاد أصلًا، فلقد جاء إلى الولايات المتحدة صحبة الوالد الأستاذ في جامعة كولومبيا، والأم مخرجة الأفلام، وهو أيضًا المسلم الممارس للإسلام في مدينة تمثل حادثة الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول فيها ذكرى حزينة، وحدثًا جللًا سنويًا ودائمًا، ويلصق اليمين الأميركي الحادثة ظلمًا بالإسلام والمسلمين، وتواجه الشاب عقبة الإسلاموفوبيا.

إعلان

وزهران ممداني مرشح الحزب الديمقراطي، وهو اجتماعي واشتراكي الهوى في قلب العاصمة الاقتصادية للرأسمالية، والتي تشكل مركز ثقل كبير للجالية اليهودية في أميركا، وجزء كبير منها إسرائيلي الهوى والهوية، ويمثل دعم إسرائيل بطاقة عبور أساسية للمرشحين. وقد خاض زهران الانتخابات أمام أسد عجوز وسياسي مخضرم، وحاكم لكامل ولاية نيويورك لأكثر من دورة.

لقد مورست ضد الشاب حرب إعلامية من أطراف عديدة، ويكفي أن المجلس التحريري لمجلة نيويورك تايمز قد دعا صراحة إلى عدم دعمه، ووصفه ببائع الأوهام.

ولكن رغم كل ذلك نجح في نيل بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطي الأوفر حظًا في حكم مدينة نيويورك، درة التاج الأميركي، والنموذج المصغر للعالم؛ فمن أراد أن يرى كل الأعراق والألوان والثقافات فليس عليه إلا أن يسير بضع دقائق في مانهاتن.

فهل يكتمل الحلم ويصل زهران لحكم نيويورك، ويصبح أول حاكم مسلم لها؟ ذلك ما سوف تكشفه الشهور القادمة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان