شعار قسم مدونات

تعفن الدماغ.. خمول ذهني وخطر يهددنا بالوأد

ميدان - سوشيال 11
الكاتبة: قدرتنا على التفكير باتت محدودةً، كأن التكنولوجيا رسمت لنا حدًّا لا يتجاوزه إدراكنا (مواقع التواصل الاجتماعي)

تدهور مفرط، سطحية مستهلكة، نقائص سخيفة ونواقض مغفلة.. تلف، انحلال، اضمحلال، والمزيد والمزيد.. تداعيات وآثار نفسية وصحية قد يجلبها المحتوى التافه، عديم الفكرة، السريع، المعجل للدماغ البشري عبر منصات التواصل الاجتماعي اليوم.

قدرتنا على التفكير باتت محدودةً، كأن التكنولوجيا رسمت لنا حدًّا لا يتجاوزه إدراكنا!. دماغ فارغ أصبحنا نقر به، نلوم التكنولوجيا ونحن لا نزال تحت وطأتها

وبناءً على نتائج وحصيلة عامي 2023- 2024، فقد اختار قاموس أكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ"، واعتمده لفظًا يصف به حال أدمغة البشر الذين يتأثرون بطابع الخمول الذهني، والانحباس الفكري الضئيل جدًّا.

ويأتي هذا الانحسار العقلي نتيجة اعتياد الدماغ على المشاهدة السريعة واللانهائية لمقاطع الفيديو على منصات مثل إنستغرام وتيك توك.

ومع ما نراه اليوم من زيادة ملحوظة غير مسبوقة ولانهائية في بث محتويات باختلاف طابعها، المفيد منها والمضر، اقتنعنا بقدرة التكنولوجيا لامتلاكها وسيلةً للقضاء على التفكير البشري، لتحصره ضمن سلوكيات وأمور اعتيادية بسيطة، وتترك آثارًا متخلفةً لتهلك العقل وتفسد وظائفه.

تغير حالنا وأصبحنا نشعر بضعف شديد في الذاكرة، تشتت في الانتباه، صعوبة في التركيز، تلعثم في الكلام، كلام موجز غير مفيد، وسطحي جدًّا

كنا إذا احتجنا لكتابة موضوع جديد نقرأ عنه بعناية، نأخذ الفكرة إن استعصى الأمر، ثم ندون التفاصيل ونبدأ في الكتابة بطريقة مختلفة تمامًا عما قرأنا.

ما نريده هو القبض على بداية الخيط قبل ضياع الفكرة، لنبدأ بإيجاد طريقة لطرح تصوراتنا. أما الآن، فأصبحنا نتكل كل الاتكال على الذكاء الاصطناعي.. نتحدث معه، نلجأ إليه لكتابة تقرير أو مقال أو قصة أو أي من هذه النماذج.. لا ندري إلى أين سوف نصل، لكنني أظن أننا في طريقنا نحو الهلاك.

إعلان

قدرتنا على التفكير باتت محدودةً، كأن التكنولوجيا رسمت لنا حدًّا لا يتجاوزه إدراكنا!. دماغ فارغ أصبحنا نقر به، نلوم التكنولوجيا ونحن لا نزال تحت وطأتها، نحاول أن نفكر بحل، أن نجد تسوية لكل منا، لكن لا فائدة.. سحبتنا إلى الهاوية المخطط لها منذ فترة طويلة، وقدمت لنا فراغًا احتضنه دماغنا كأنه أصبح مليئًا بالهواء.

تغير حالنا وأصبحنا نشعر بضعف شديد في الذاكرة، تشتت في الانتباه، صعوبة في التركيز، تلعثم في الكلام، كلام موجز غير مفيد، وسطحي جدًّا.

مفرداتنا ضائعة، بل تائهة في مجال جوي آخر، بلاغتنا في الكلام تلاشت، ولغتنا تندثر شيئًا فشيئًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان