شعار قسم مدونات

خطوة صغيرة نجاح كبير

ما الذي يتطلبه النجاح في فن استثمار رأس المال المغامر؟
بعض المشاريع الكبيرة كانت بدايتها قطرة ضئيلة، ولكنها كانت على المسار الصحيح (شترستوك)

لا تستصغر الخطوة الصغيرة فالهرم لم يبنَ من غير أحجار، وخطوتك الصغيرة نجاحك الكبير، سألت إحدى المعلمات عن سر تفوق طالبة لديها، قالت لها الطالبة: إن السر في هذا الدفتر، وأشارت لدفتر صغير بيدها، فقالت المعلمة متعجبة: كيف؟ فأجابتها الطالبة بأنها تكتب هدفها الصغير في هذا الدفتر لتحقق الهدف الكبير، فمثلًا: تكتب مراجعة فصل أو حل سؤال، وتقوم بوضع علامة بعد إنجاز هذا الهدف، وهكذا بلغت التفوق.

تصور أنك تملك أرضًا قاحلة، لو قررت أن تزرع في هذه الأرض كل يوم شجرة واحدة، بعد مرور عدة سنوات، ستتحول هذه الأرض القاحلة إلى بستان كبير على مد البصر، لاحظ أن الخطوة الصغيرة حققت لك نجاحك الكبير.

لا تستصغر أفكارك المتواضعة، فقد تكون هي الشرارة التي تشعل منزلتك وتنتقل بك من مستواك الحالي إلا مرتبة لم تحلم بها من قبل

إن هذه السطور القليلة تخلصك من معاناة كنت تحلم بالخلاص منها، والآن نحكي لك هذه التجربة الواقعية، ينقل أن أحدهم كان يعاني السمنة وبالذات في محيط البطن، تمنى هذا الفتى أن ينسف هذه الدهون التي تشكله على هيئة منطاد، لكن المشكلة الأساسية تكمن في الكسل وعدم رغبته في ممارسة الرياضة، ثم إنّ مجرد التفكير في وضع حمية غذائية يصيبه بالذعر والصداع، ولا تهدأ نفسه إلا بتناول وجبة دسمة.

قرر هذا الفتى أن يضع حلًا عمليًا لهذا المنطاد، حيث بدأ في رياضة المشي لمدة خمس دقائق، وتراضى مع نفسه أن يَمُطّ رياضته بعض الدقائق بالتدريج، ثم على ذات النهج سار في تصحيح برنامجه الغذائي، حتى تحول ذلك المنطاد الكبير إلى غزال رشيق يسحر العيون والألباب، ويشارك في السباقات الرياضية.

إعلان

لا تستصغر قيمة الخطوة الصغيرة فلها مفعول السحر على المدى البعيد، ينقل أن فتًا فقيرًا عثر على قلم  ملقى في الطريق، أخذ هذا الفتى يرسم بعض اللوحات، فلما أعجب به أحد الفنانين زوده ببعض الأدوات الجديدة، وهكذا انطلق في عالم الفن ولم تكن بدايته إلا ذلك القلم البسيط!

فلمَ لا تفتش عن تلك الأداة المتواضعة وتبدأ رحلتك؟ قد تكون موظفًا في شركة أو عاملًا في مصنع أو رئيسًا على مشروع، لا تستصغر أفكارك المتواضعة، فقد تكون هي الشرارة التي تشعل منزلتك وتنتقل بك من مستواك الحالي إلا مرتبة لم تحلم بها من قبل.

البعض يحلم بالثراء أو بشراء سيارة أو بتملك منزل العمر أو ما شاكل، ويغفل عن السعي لهدفه، فلماذا لا تضع لك خطوة صغيرة تبلغك طموحك؟ هناك من صنع له حصالة واقتطع من أمواله كل شهر، وقد بلغ أمنيته، والسر في المبالغ الصغيرة التي يدفعها شهريًا، فهل عرفت الحكمة؟

إن الادخار البسيط يبلغك هدفك الكبير. فتأمل

هل تعرف كيف تتكون المشاريع الناجحة؟ بعض تلك المشاريع الكبيرة كانت بدايتها قطرة ضئيلة، ولكنها كانت على المسار الصحيح، ثم تنامت تلك القطرة لتنهمر شلالات نياغارا.

امنح نفسك وقتًا كافيًا لانتخاب مشروعك القادم، فكر في نواة المشروع الكبير، وما ستؤول إليه الأمور، فإذا اختمرت عجيبة المشروع في رأسك، حوّل خطتها الكاملة لخطوات صغيرة قابلة للتنفيذ، ثم تحرك نحو الهدف

كلنا ننبهر من ناطحات السحاب ومن الأبراج الشاهقة كبرج خليفة في دبي وبرج الساعة في مكة وبرج شنغهاي في الصين، إلا أن البداية كانت بسيطة في يومها الأول، فلماذا لا تضع لك هذا الأساس البسيط الآن؟

إننا نعجب من ثراء الملياردير إيلون ماسك، وبيل غيتس، و وارن بافيت، وبرنارد أرنو، وجيف بيزوس، وأضرابهم، فهل بالإمكان بلوغ هذا الثراء في حال امتلكنا الخطة الصحيحة للثراء؟ وما هي؟ والأهم هل لدينا القدرة على الصبر والصمود لتنفيذها؟

إنّ الفتاة الطاهية التي تبيع كعكتها الأولى اليوم قد تملك سلسلة محلات لصناعة الحلويات بعد أعوام، فما هو المشروع الذي ستكتسح به الساحة؟ يلزمك أن تفكر بجد حول حلمك الكبير ما هو؟

إعلان

امنح نفسك وقتًا كافيًا لانتخاب مشروعك القادم، فكر في نواة المشروع الكبير، وما ستؤول إليه الأمور، فإذا اختمرت عجيبة المشروع في رأسك، حوّل خطتها الكاملة لخطوات صغيرة قابلة للتنفيذ، ثم تحرك نحو الهدف، احذر من المعوقات واستحضر البدائل، ألا ترى أنّ أحلام غيرك تحققت؟ فلمَ لا يتحقق حلمك؟ ابدأ الآن وستكون لديك حكاية نجاح جميلة تستحق أن تروى، وركز على خطواتك الصغيرة التي ستحقق نجاحك الكبير.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان