شعار قسم مدونات

ربما نكون كائنات هشة.. لكننا غير قابلين للكسر

Man with umbrella walking around the city
أنت لا تستطيع أن تتحكّم بما يحدث لك ما تستطيع التحكم به هو طريقة تفاعلك معه واستجابتك له (شترستوك)

يقولُ البروفيسور دافيس: يستمرُّ الأشخاص الاستثنائيون في البقاء تحت أشدّ الظروف وطأة، ثم يُصبحون أكثر استثنائية بسببها.

لا أظن أحدًا منا لم يسأل نفسه في وقت ما، بخصوص أمر ما: لِمَ فشلت في الزواج؟. لماذا لم أحصل على الوظيفة التي طالما حلَمت بها؟. لماذا حدثت لي تلك الحادثة؟. لِمَ خسرت كل أموالي؟. لماذا أصابني هذا المرض دون غيري؟

عندما تقع المآسي في حياتنا، فإننا نحتاج إلى الكفّ عن طرح الأسئلة، الكف عن البحث عن إجاباتٍ رُبما لن نعثر عليها أبدًا.. وبدلًا من البحث عن إجابات ابدأ في التفكير: ماذا سأفعل حيال ذلك؟

في الحقيقة، الأمر لا يتعلق بالسؤال "لماذا أنا"، بل بـ "لماذا حدث ذلك لي؟"!.

ربما يُعدّك الله لما هو قادم ولن تستطيع اجتيازه إلا عبر مرورك بهذه الطريق الوعرة!. ربما حدث معك دون غيرك لأنك تملك القوة على اجتيازه، ولربما لم يكن شخص آخر غيرك لينجو منه!

تكون الأمور صعبة أحيانًا، لنفتح أبوابًا أُخرى ونسلك دروبًا مختلفة غير تلك التي سلكناها يومًا.. دروبًا تقود إلى أماكن جديدة، قد تكون أفضل من تلك التي كنا نقصدها.

يقول الفيلسوف إيميت فوكس: "إنّه ناموس كوني أنّ الكثير من الشدائد التي قد تأتيك في أيّ وقت، مهما كانت، لا بدّ أن تكون هي ما تحتاجه وقتها بالضبط، لتمكنك من اتخاذ الخطوة التالية إلى الأمام بالتغلب عليها".

إنّ أزمات الحياة هي فرص للنضج والتوسّع والتجربة والتطور.

عندما تقع المآسي في حياتنا، فإننا نحتاج إلى الكفّ عن طرح الأسئلة، الكف عن البحث عن إجاباتٍ رُبما لن نعثر عليها أبدًا.. وبدلًا من البحث عن إجابات ابدأ في التفكير: ماذا سأفعل حيال ذلك؟

إعلان

الحياة مليئة بالأحداث غير المتوقعة، وعندما تقع هي أو غيرها من الأمور المزعجة والمُحزنة، قم بإضفاء معنى عليها.. إضفاء المعنى يساعد على تقبلها والمضي قدمًا.

أنت لا تستطيع أن تتحكّم بما يحدث لك، ما تستطيع التحكم به هو طريقة تفاعلك معه واستجابتك له، ومهما كانت ظروفنا أو ما نمرّ به،  فإننا نتمتع بالقدرة على تخطّيها من خلال الخيارات التي نملكها.

الحياة صعبة.. هذه حقيقة، وحين نعلم أنها صعبة حقًّا، ونتمكّن من فهمها وتقبّلها كما هي، فإنّها لن تكون كذلك، فتقُّبل الحياة والنظر إليها نظرة تفاؤل وأمل يجعل من حقيقة أنها شاقة ومُضنية أمرًا غير مهم

لا تركز في الألم، بل انتبه للرسالة من ورائه!. يمكنك النظر بطريقة مختلفة إلى بعض تجاربك التي تجذبك إلى الخلف، يمكنك الرجوع إلى الوراء، وإلقاء نظرة أكثر عمقًا، واقتناص فرصة لتقول: "قد لا تكون الأمور بهذا السوء ..".

إنني أؤمن أن هناك سببًا لكل شيء، قد لا يكون من السهل رؤيته.

"تكتسب القوةَ والشجاعةَ والثقة من خلال كل تجربة تقف خلالها والخوف يكسو وجهك" (إلينور روزفلت)،

نحن نكتسب الخبرة من خلال التجارب والمواقف الصعبة فقط!. والعبرة ليست في عدم الوقوع أبدًا، بل في القدرة على النهوض بعد كل سقطة!. الكل يقع في الحياة، ولكن إذا أطلت التفكير في سقطتك فستظل مُلتصقًا بالأرض.

الأوقات العصيبة والصدمات توقظنا وتعلمنا دروسًا لم نكن لنتعلّمها لولاها، إنها تحملنا على النظر في الحياة والمعنى الذي تُخبئه، وذلك كفيل أحيانًا بتغيير مسار حياتنا بأكملها.. إنّ ألم المحنة لا يتركنا كما كنا أبدًا.!

الحياة صعبة.. هذه حقيقة، وحين نعلم أنها صعبة حقًّا، ونتمكّن من فهمها وتقبّلها كما هي، فإنّها لن تكون كذلك، فتقُّبل الحياة والنظر إليها نظرة تفاؤل وأمل يجعل من حقيقة أنها شاقة ومُضنية أمرًا غير مهم.

التحديات التي نواجهها تتيح لنا رؤية مدى صلابتنا، كل أزمة تحمل في طياتها بذرة تحول ونهضة، ونقلة في الوعي.. تجذب المحنة انتباهنا، لا يمكن أن نتجاهلها، إنّها تؤدي بنا لأن نتوقف ونقيّم موقعنا، وأنفسنا أيضًا إذا كانت لدينا الشجاعة لذلك.

إذا تجاوبت مع المحنة بشكل صحيح فستراها كشيء يمكنه مساعدتك على أنّ تُصبح أفضل مما كنت عليه من قبل

إنّ المحنة فرصة لاكتشاف الذات.. يقول جيمس آلين: "الظروف لا تصنع الإنسان، إنّها تكشفه أمام نفسه".

إعلان

يبني ذاته أثناء محنته، ويرتقي إلى تحديات لم يدرك أبدًا أنّه قادر على مواجهتها، ويتعلم أن يُقدّر الأمور الجيدة في حياته- بما في ذلك العلاقات- كما لم يفعل من قبل.

أحد أعظم الدروس التي تعلمتها هي أنّ المحنة غالبًا ما تكون بابًا إلى الفرص!. إنّ كثيرًا من الناس يسمحون للمحن أن تهزمهم عندما يواجهونها، بدلًا من أن يبحثوا عن الفائدة أو الفرصة.

يعامل بعض الناس المحنة كحجر عثرة، بينما يعاملها آخرون كمقبرة.. ويكمن الفارق في الطريقة التي ينتهجونها في تحديد كيفية رؤيتهم لها.

إذا ما اعتبرت الفشل فرصة للتعلم والتحسين فسيكون كذلك، وإذا رأيته بمثابة ضربة قاضية فسيكون كذلك أيضًا.

إذا تجاوبت مع المحنة بشكل صحيح فستراها كشيء يمكنه مساعدتك على أنّ تُصبح أفضل مما كنت عليه من قبل.

يقول صامويل لوفر: "إنّ الظروف هي حاكمة الضعيف؛ لكنها أداة الحكيم ".

إنّ إحدى ثمرات أزمات الحياة هي وعي ذاتي أكبر، نعيد فيه تقويم معتقداتنا وأهدافنا وقيمنا.. هي فرصة لتحول كامل في السلوك

وأخيرًا:

تذكر دائمًا أنّ الله يبتلى كل إنسان بحسب طاقته، فلا يكلف الله نفسًا إلّا وسعّها..

مُعتقداتنا الروحية وإيماننا.. ذلك يمنحنا الإجابات ويُساعدنا في أحلك الأوقات.

بينما تواجه تجارب سيئة، من المهم بالنسبة لك أنّ تتذكر أنّه من النادر أنّ ترى الفوائد وأنت لا تزال في خضم المتاعب. عادة ما تكسب المنظور على الجانب الآخر من التجربة.. لا توجد حياة خالية من الأذى والألم والصدمات والانزعاج والخسارة والفجيعة.

ربما نحن كائنات هشة، لكننا بنهاية المطاف غير قابلين للكسر.. إنّ المرور بأزمات الحياة يجعلنا أكثر إنسانية ورحمة، وأكثر تعاطفًا وأكثر تقبلًا وتفهمًا لأنفسنا وللآخرين.

أيًّا كانت التجربة التي مَررت أو تَمرّ بها، فهي تجربة قيمة، وهي فرصة يمكن استخلاص الأمور الجيدة منها. في النهاية، قد لا يستطيع أحد منا معرفة أسباب ما يحدث له أبدًا، وإن هذا الذي اجتاح وجودك ببساطة لن يرحل رغم صراخك وضجيجك. بكاؤك وتوسلك لن يغيرا الأمر.

إعلان

إنّ إحدى ثمرات أزمات الحياة هي وعي ذاتي أكبر، نعيد فيه تقويم معتقداتنا وأهدافنا وقيمنا.. هي فرصة لتحول كامل في السلوك.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان