- ابدأ نهارك بابتسامة، فالابتسامة تجلب الرزق وتنفي الفقرهل فكرت يومًا لماذا الابتسامة تشعرنا بالراحة؟
أثبتت الأبحاث أن الابتسامة تخفف حدّة التوتر العصبيّ، وتقلل من الضغط على القلب.. إذا كنت تعاني الأرقَ والقلق وتداهمك الكوابيس فابتسم، فإنّ الابتسام والضحك يزيدان من إفراز مادة البيتا إندروفين، التي تمنح أثرًا مخدرًا يشبه أثر المورفين، الابتسامة لغة لا تحتاج لترجمة، فكل العالم يعرف معناها، فإذا أصبحتَ ابدأ صباحك بابتسامة، فالابتسامة شمس ثانية، والابتسامة لا تحتاج إلى كهرباء ولا تتطلب منك دفع فاتورة، فلماذا لا تبتسم؟
البعض يدمن الابتسام، حتى في تعامله مع النملة الصغيرة، كسليمان النبي {فتبسَّم ضاحكًا من قولها}، وهكذا عادة الأنبياء {ولو كنتَ فظًّا غليظ القلب لانفَضُّوا مِن حولكَ}، وجُلّنا يحفظ المثل الصيني: إذا كنت لا تستطيع الابتسام فلا تفتح دكانًا، وكأن الابتسامة أداة ضرورية في التجارة!
أنصح بالابتسام حينما تدخل والابتسام حينما تنصرف، وأن تجعل بين الابتسامتين ابتسامة
دخلتُ ذات مرّة محل استنساخ المفاتيح وكنت صائمًا متعبًا أتضور جوعًا، طلبتُ من العامل حاجتي بعد إلقاء السلام، وقررتُ أن أطبع ابتسامة على شفاه العامل قبل أن أنصرف، بعدما أنهى نسخ المفتاح، فقال لي بعد أن خامره السرور: عندما دخلتَ ظننت أنك غاضب مني؛ لأنّي لم أنسخ لك مفتاحًا جيدًا، هنا فطنت أني دخلت عبوسًا قمطريرًا نتيجة إجهاد الصيام، فعرفت أنّ الابتسامة مهمة ولها أثر كبير على الآخرين.
لذا، أنصح بالابتسام حينما تدخل والابتسام حينما تنصرف، وأن تجعل بين الابتسامتين ابتسامة.. نقل لي أحدهم أنه كان يهابُ أحد الناس، فلما سافر معه أدرك أنه سمح العبارة، يزرع الابتسامة على الشفاه، فالابتسامة هي الطريق الأقصر لقلوب الناس.
في الآونة الأخيرة انتشرت لوحة تحمل عبارة: "من فضلك ابتسم"، هل فهمنا غايتها؟ أم تحتاج لتفسير؟ أحيانًا تكون الحياة كالمرآة، فلماذا لا تبتسم؟ لا تبتسم للكاميرا فقط، فالعالم كلّه أداة تصوير فابتسم، إذا عجزت عن حَلّ مشكلة ما جرّب الابتسامة، فقد تكون هي المفتاح!
هل فكرنا يومًا ما للابتسامة من سحر؟ إليك معلومة طازجة، تقول: "هل تعلم أنّ الابتسامة تساعد في إنتاج كريات الدم البيضاء؟"، بمعنى أنّ الضحك والابتسام يزيدان من مناعتك، الابتسامة تزيد من إنتاجيتك لكونها تعزز صحة الدماغ.. باختصار، نستطيع القول إنّ الضحك والابتسامة يزيدان من الكفاءة الصحية. يا ترى هل سمعت بالعلاج بالضحك؟ الابتسامة تخلصك من الاكتئاب والقلق، وتضفي عليك مسحة من السعادة، وترفع من معنوياتك.. فلمَ لا تبتسم؟
يا صاحِ، لا خطرٌ على شفتيك أن
تتـثـلّـمـا، والـوجــه أن يتـحـطّـمـا
ربما تتلقى ابتسامة من طفل صغير فيغير مزاجك وتتغير معادلات كثيرة، كلنا يعلم أنّ الابتسامة صدقة، ولكن هل نعلم أنّ الابتسامة تحرك 17 عضلة فقط، بينما الغضب يحرك 43 عضلة؟ ابتسم فلست الوحيد الذي لسعته عقارب الزمان.
لنعش لحظة مع مدشّن ثقافة الابتسام، الشاعر المَهجِري إيليا أبو ماضي، الذي يقول:
قـال الســمـاء كـئـيـبـةٌ وتـجـهَّــمــا .. قلتُ ابتَسِـم يكفي التَّجهّم في السَّـما
قـال الـصِّـبـا ولّـى فقـلتُ له ابتسـم .. لن يُرجِع الأسفُ الصِّبا المتصرِّما
إيليا أبو ماضي شاعر لبناني، تغرب عن وطنه، وتوفي في نيويورك بعد أن تجرع مرارة الغربة، مع ذلك أنتج وأبدع وشارك في تشكيل الرابطة القلمية، وهو الآن رقم صعب في الأدب تُحنى له القامات، يقول إيليا:
قال: اللـيــالي جـرّعـتـني علـقـمـا .. قلت: ابتسم، ولئن جُرِّعت العلقما
فـلـعـلّ غـيـرك إن رآك مـرنّـمًــا .. طــرح الـكــآبة جـانـبًا وتـرنّــمـا
ويندد أبو ماضي بالعابسين، ويتهكم بهم فيقول:
يا صاح، لا خطرٌ على شفتيك أن .. تتـثـلّـمـا، والـوجــه أن يتـحـطّـمـا
يحكى أن "أشعب" بكى ذات مرة حين كان طفلًا عند قوم يأكلون، فقال له الحاضرون: ما لك تبكي؟ أجاب: الطعام ساخن، فقال له رجل: دعه يبرد، أجابه أشعب: إنكم لا تدعونه!
لذا نقول لكل من يطمح في رغد العيش: ابدأ نهارك بابتسامة، فالابتسامة تجلب الرزق وتنفي الفقر، ابتسامتك لا تأخذ منك إلا لمحة بصر، لكنها تحمل أبلغ الأثر، وتبقى في الأذهان طيلة العمر، فهناك من الناس من يزرعون الابتسامات، مُسلحين على الدوام بباقة من الطرائف، لذا ينجذب إليهم كثيرون.
إذا وقعتَ في معضلة ولم تجد موقفًا مناسبًا فابتسم، فإن فيها سحرًا لا تتوقعه، وإذا لم تملك نصلًا ولا قطعة سيف لمقارعة عدوك فابتسم، وليكن شعارك قول المتنبي: "وجهك وضّاح وثغرك باسم".. إذا أردت أن تصادق فابتسم، وإذا أردت أن تفارق فابتسم.
إنّ الحياة تحتاج إلى جرعات للتداوي، وخير دواء لمجابهتها الابتسامة، لهذا ننصح بقراءة الطرائف، جرب طرح بعض النوادر على عيالك إذا حضرت المائدة، ولترقب ماذا يحدث؟
يحكى أن "أشعب" بكى ذات مرة حين كان طفلًا عند قوم يأكلون، فقال له الحاضرون: ما لك تبكي؟ أجاب: الطعام ساخن، فقال له رجل: دعه يبرد، أجابه أشعب: إنكم لا تدعونه!. وذات مرّة حضر أشعب على مائدة الأمير، وكان عليها جدي مشوي، فأخذ أشعب يسرع في أكله، قال له الأمير: أراك تأكله بغضب كأن أمه نطحتك! أجاب أشعب: وأراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.