شعار قسم مدونات

"إتيكيت" الملابس والأناقة

"ملابسك دائما قديمة".. خطة مصممي الأزياء لتحويلك فريسة للموضة
الأناقة تكون عندما تتوافق ملابسنا مع الظروف والأماكن التي نرتادها (مواقع التواصل)

هل سبق أن شعرت بأنّ الآخرين ينظرون إليك باستغراب، أو بأنك ترتدي ملابس غير ملائمة؟ أو بأن أحدًا يعاملك بشكل غير لائق مثلًا؟! هل دعيت مرة إلى حضور مناسبة، كحفل أو دعوة عشاء، أو حتى مقابلة عمل؟! يا ترى، هل فكرت فيما كنت ترتديه؟ وهل ساعد ذلك في إعطاء أي تقييم أو ترك أي انطباع عنك؟

تأكد أنك إذا كنت ترتدي ملابس غير لائقة، أو غير ملائمة للحدث الذي أنت فيه، فإن ذلك سيسبب لك إحراجًا كبيرًا.. والعكس تمامًا سيحدث إذا كانت ملابسك أنيقة وملائمة؛ فإن ذلك سيرسم انطباعًا حسنًا في أذهان من يرونك، كما أن ذلك – ولا شك – سيعكس جزءًا من شخصيتك، وسيؤثر على تعاملاتك مع من حولك.

ولكن لا يكفي فقط ارتداء الملابس الأنيقة، بل لابد من اتباع القواعد الخاصة بذلك، وهذا ما سأتناوله معكم في السطور القادمة.

يبقى الملبس أو الهندام عامل جذب للشخصية، وعنوانًا لها، فلا بد من الاعتناء بأن نحسن الاختيار، بما يوافق المناسبة أو الظرف

عنوان شخصيتك

نعم.. فالملابس هي بمثابة الغلاف الخارجي لنا، الذي يظهر للآخرين، وبالتالي تكون لها أهمية كبيرة في إبراز بعض الجوانب من شخصياتنا. فعلى سبيل المثال، الملابس الرسمية تضفي نوعًا من الجدية على شخصية الفرد، وتجعله يبدو كذلك، بعكس الملابس غير الرسمية أو ما يطلق عليها بـ "الكاجوال"، فهي تضيف إلى شخصية الفرد نوعًا من المرح والراحة.

أيضًا، اختيار الملابس يؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للشخص، وقد كانت لي صديقة كلما شعرت بمشاعر حزن أو اكتئاب تذهب مباشرة لشراء ملابس جديدة، فقد كان هذا الأمر فعلًا عاملًا مهمًا في تحسين نفسيتها ومزاجها.

إذن، يبقى الملبس أو الهندام عامل جذب للشخصية، وعنوانًا لها، فلا بد من الاعتناء بأن نحسن الاختيار، بما يوافق المناسبة أو الظرف.

حسن الاختيار

معرفة كيفية انتقاء الملابس المناسبة للأوقات والمناسبات المختلفة أمر غاية في الأهمية؛ فتخيل معي لو أن شخصًا ذهب لحضور مباراة لكرة القدم وهو مرتدٍ بذلةً رسمية!! يا ترى، كيف سينظر إليه الآخرون؟ وهل سيشعر هو بالراحة من الناحية الجسمية والنفسية؟! بالطبع لا!

لذا.. أولى قواعد الإتيكيت الخاصة بالملبس هي حسن الاختيار، ولا أعني بها فقط الملائمة للمكان أو الظرف، ولكن الاختيار يكون أوسع ليشمل الشخص نفسه.. فهل الملبس الذي تم اختياره ملائم لبنيته الجسمية؟ هل هو سمين أم نحيف؟ طويل أم قصير؟ وهكذا.. وأيضًا، المناسبة نهارية أم مسائية؟ لأن الملابس النهارية تختلف بالتأكيد عن الملابس المسائية! فلابد أن تكون الملابس متوافقة مع الظروف.

علينا أن نعلم أن كل ما يُطرح في الأسواق ليس بالضرورة أن يكون متوافقًا أو مناسبًا لنا ولشخصياتنا، فنحن -كشعوب عربية- لا بد لنا من اتباع الآداب والأصول التي تحافظ على هويتنا، وكذلك الحفاظ على أناقتنا

ذوق وأناقة

من أهم الأمور التي تساعد الشخص على إبراز ذاته بالشكل الذي يتقبله سواه مسألة الذوق، لذا لا بدّ أن نعنى كثيرًا بهذا الأمر، فليس المهم أن تكون الملابس باهظة الثمن كي تضفي على الإنسان مظاهر الأناقة والذوق السليم، وإنما هناك عوامل متعددة أولها النظافة والرائحة الطيبة للملبس، والمحافظة على صيانته من أي تقطيع أو تشويه.

الأناقة لا تعني بالضرورة اقتناء كل ما هو غريب وغير مألوف، كما أنه ليس كل غالٍ وثمين يعني الأناقة. وكما قيل، فإن "الأناقة في البساطة".. نعم، فالبساطة في الملبس والألوان الهادئة هي عين الأناقة!

والأناقة تكون كذلك عندما تتوافق ملابسنا مع الظروف والأماكن التي نرتادها.. فمثلًا، الحفلات والمناسبات تتطلب زيًّا رسميًّا، أما الحدائق والمتنزهات فتتطلب الملابس البسيطة غير الرسمية، والتي تتيح الحرية والسهولة في الحركة لمن يرتديها.

الأناقة.. تعني مراعاة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، فليس معنى أن تظهر موضة ما من أحد بيوت الأزياء العالمية أن يلهث وراءها الشباب، فقد تكون تلك الموضة مخالفة للقيم الثقافية والهوية التي ينتمي إليها أولئك الشباب.

كنت مرة أتسوق في أحد المجمعات التجارية، وقد هالني ما رأيت عندما وجدت فتاة في بداية العشرينيات من عمرها ترتدي ذلك الجينز المقطع، حتى إنه يُظهر أكثر مما يستر!

لذا، فعلينا أن نعلم أن كل ما يُطرح في الأسواق ليس بالضرورة أن يكون متوافقًا أو مناسبًا لنا ولشخصياتنا، فنحن- كشعوب عربية- لا بد لنا من اتباع الآداب والأصول التي تحافظ على هويتنا، وكذلك الحفاظ على أناقتنا.

إننا ننصح دومًا بشراء النوع الجيد من الملابس، وتجنُّب الرديء منها ولو كان ذا مظهر جيد.. ونؤكد أن الاهتمام بالمظهر العام للإنسان هو من الأمور الحيوية له، لأنه مفتاح من مفاتيح النجاح

لا تشوّه أناقتك

مما لا شك فيه أن للجسم دورًا هامًا في اختيار الملابس؛ فلا بد أن يوضع ذلك في الاعتبار جيدًا، فلا تقلد الآخرين في طريقة ملبسهم، فما يناسبهم قد لا يناسبك، أو لا يصلح لك!

وإليك الآن بعض المحاذير التي من شأنها أن تقلل من جاذبيتك، وبالتالي تؤثر على صورتك الذهنية لدى الآخرين، وسأخص بها النساء والفتيات:

  • تجنّبي الملابس الغريبة أو القريبة لملابس الجنس الآخر.
  • لا بد أن ترتدي ما يناسب أنوثتك وتبتعدي عن إظهار مفاتنك، فالاحتشام ليس عيبًا، بل هو من شريعة الله، سبحانه وتعالى، كما أنه يعد من صفات الملبس الأنيق.
  • لا تجعلي أناقتك تعيق حركتك.
  • تفادي التناقض الشديد بين الحذاء وحقيبة اليد.
  • الماكياج القوي مرفوض في مجال الدراسة والعمل.
  • لا ترتدي الملابس اللامعة في النهار، فالوقت المناسب لها هو الفترة المسائية.
  • لا بد أن يكون هناك توافق في اختيار وارتداء المعادن المختلفة، كالذهب والفضة والإكسسوار.
  • النظارة الشمسية يجب أن تخصص للغرض منها، فلا ترتديها طوال الوقت.

وأخيرًا، فإننا ننصح دومًا بشراء النوع الجيد من الملابس، وتجنُّب الرديء منها ولو كان ذا مظهر جيد.. ونؤكد أن الاهتمام بالمظهر العام للإنسان هو من الأمور الحيوية له، لأنه مفتاح من مفاتيح النجاح، فبه يحظى بتقدير الآخرين واهتمامهم لما سيعكسه من صورة إيجابية عن ذاته.. فالمظهر الشخصي للإنسان ومدى اعتنائه به يوضح مدى تقديره لنفسه، وبالتالي تقدير الناس له.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان