شعار قسم مدونات

كن ممتنًّا

كيف يؤثر الشعور بالامتنان على سعادتك؟
الامتنان شعور دافئ وإيجابي دافئ جدًا لدرجة أنه معدٍ (مواقع التواصل)

يقول جيرالد جود: إذا أردت تغيير حياتك تمامًا فجرّب أن تصبح ممتنًا.. سيغير هذا حياتك بقوة.

يعني الشعور بالامتنان شكر الله على النعم التي منحها لك، والتعبير عن التقدير لكل جوانب حياتك، الصغيرة منها قبل الكبيرة. يقول الله – عز وجل- :{ وإذ تأذَّن ربُّكم لئن شكرتم لأزيدنَّكم}.

الامتنان يعني التقدير والشكر لكل ما نتلقاه في الحياة من أشياء جيدة. ومن منظور علمي، الامتنان ليس مجرد تصرّف أو كلمة، بل يمكن اعتباره تقديرًا عميقًا تنتج عنه مشاعر إيجابية تدوم لفترة أطول. ويمكن للامتنان أن يؤدّي إلى زيادة مستويات الرفاهية في حياة الناس، وإلى الشعور بالسعادة والرضا والثقة بالنفس.

أن تكون ممتنًا يعني أن تدرك قيمة ما تملك، وقيمة الأشياء من حولك، فتنظر لها متأملًا بعين الحب والرضا حامدًا الله عليها، ليس بالقول وحسب، بل بالشعور والسلوك.

أعظم شيء يمكنك فعله اليوم هو البدء في الشعور بالامتنان حيال ما تملكه، مهما كانت ظروفك!

نحن نعتبر الكثير من الأمور أشياء مسلّمًا بها، وننسى أن نقدر ما نملكه حتى نفقده! لذلك لا تعتبر جميع الأشياء الجيدة في حياتك أمورًا مسلّمًا بها، بل عدَّ النعم التي تحظى بها، وكن واعيًا لها، كن محددًا حين تكتب ما تدين به بالشكر، فمن شأن ذلك أن يجلي بصيرتك ويجعلك تلاحظ الأشياء من حولك، استمتع بالوهج الدافئ الذي يجلبه الامتنان والثقة التي تأتي من معرفة أنك محظوظ، وأن حياتك طيبة.

إعلان

زيغ زيلغر يقول: إن الامتنان هو أفضل المشاعر الإنسانية؛ فكلما عبرت عن امتنانك لما تملكه، ازدادت احتمالية وجود أشياء تعرب عن امتنانك لها.

الامتنان شعور دافئ وإيجابي، لدرجة أنه معدٍ..

إن أعظم شيء يمكنك فعله اليوم هو البدء في الشعور بالامتنان حيال ما تملكه، مهما كانت ظروفك.! نحتاج في الأوقات الصعبة إلى العثور على الأشياء الجيدة في حياتنا لنشكر الله عليها.. الامتنان دواء للقلوب التي أحبطتها المآسي.

يتمتع الامتنان بالقدرة على مساعدة الذين أثقلهم الحزن من خلال السمو فوق خسارتهم..

حين تكون ممتنًا للأمور التي تتحداك، والأمور غير المرغوبة، والتي لا بدّ من مواجهتها، والتي لا تستطيع تجنبها، وتلك التي تقلب حياتك رأسًا على عقب، سيسهل عليك التعامل معها وتقبُّلها.

الذين يملكون عقلية ممتنة، وقلبًا راضيًا، يميلون إلى رؤية العبرة في الفوضى، وحتى حين تهزمهم الحياة، يجدون أسبابًا للنهوض من جديد.. لا يمكننا جلب المزيد من النعم إلى حياتنا ما لم نقدّر ما نملكه بحقّ.

ربما من الصعب أن تكون ممتنًّا للأمور الصعبة التي تجلبها الحياة، بيد أننا إذا استطعنا أن نتجاوزها فسنصبح أقوى من ذي قبل، ويمكننا أن نكون ممتنين بسبب تلك القوة، وبسبب ما تعلمناه من التغلب على هذه الصعوبة.

الامتنان سيدفعنا لملاحظة النعم والبركات التي تزخر بها حياتنا.. من الرائع دائمًا أن تكون شخصًا مقدرًا، لكنْ ثمة أوقات في الحياة يكون الامتنان فيها أكثر أهمية من أي وقت مضى!

ولأننا نعيش في حياة سريعة الوتيرة، ننسى غالبًا أن نقدر الأمور الجيدة الكثيرة التي تحدث لنا كل يوم، والنعم العديدة التي وهبنا الله إياها.

كلّ ما علينا فعله هو أن ننتبه إلى اللحظات السعيدة في يومنا، وندوِّنها في مفكرة الامتنان آخر اليوم قبل أن ننام، فإذا ما قمنا بذلك، فإننا ندرّب عقولنا على التركيز على النعم المحيطة بنا والتي لا ننتبه إليها غالبًا، كشروق الشمس، نسمات الصباح الباردة، فنجان قهوة ساخن، رسالة صباحية لطيفة، وابتسامة من غريب.. لتكون ممتنًا ابحث عن اللحظات التي كثيرًا ما تمر بسرعة دون الانتباه إليها وتصبح نسيًا منسيًّا.

إعلان

الامتنان سيدفعنا لملاحظة النعم والبركات التي تزخر بها حياتنا.. من الرائع دائمًا أن تكون شخصًا مقدرًا، لكنْ ثمة أوقات في الحياة يكون الامتنان فيها أكثر أهمية من أي وقت مضى!. هذا يكون حين نشعر بأننا عالقون في الحياة.. حين لا نرى فائدة من الاستمرار.. عندما نشكّ في أنفسنا.. عندما نشعر بالحسرة على علاقة انتهت، أو وفاة شخص كنا نهتم به.. عندما نقلق بشأن شخص قريب منا.

في هذه الأوقات لا تحاول أن تصلح أو تعدل من نفسك، أو أي شخص آخر، كل ما عليك فعله هو أن تقضي بعض الوقت في تدوين جميع الأشياء التي عليك أن تكون ممتنًا لها. عندما تستطيع رؤية الأشياء الجيدة إلى جانب الأشياء السيئة، يصبح من الصعب أن تبقى عالقًا.

إن الامتنان يغيّر حياة الناس!. نعم، إن الأمر بهذه البساطة والروعة، إنه حقًا بمثابة الصمغ الذي يجعلنا متماسكين. إن التركيز على الإيجابيات في حياتنا، يجعلنا نشكل نظرة أكثر إشراقًا وثقة أكبر.

إنّ الامتنان يغير ما نملكه فيجعله كافيًا، إنه يحيل النكران تقبلًا والفوضى نظامًا، والارتباك وضوحًا.

حين نمرّ بصدمة كبيرة فنرى أن ما نملكه قد تلاشى في لحظة، سيجعلنا الامتنان أكثر مرونة. فإذا تجاوزتَ الظرف مرة، فسوف تتجاوزه مرة أخرى.. وبصورة أكثر امتنانًا لما لديك في حياتك اليوم.

الامتنان عبارة عن نسيج من خيوط المشاعر الإيجابية والعلاقات القوية؛ لكن جوهره من حيث إنه يربط قلوبنا بالله تعالى

حتى يصبح الامتنان عادة يجب أن يُمارس يوميًا، فقد أثبتت الدراسات النفسية والعلمية أن الممارسة المنظمة للامتنان، كالتعبير عن الشكر، لها أكبر تأثير استثنائي على أجهزة أجسامنا.

  • فهو يزيد من إحساسنا بالسعادة والرضا، ويجعلنا أكثر تفاؤلًا.
  • يخفّف من الشعور بالقلق والتوتر.
  • يزيد الامتنان من قوة العلاقات.
  • يعزز جهازنا المناعي، ويقلل الإجهاد الناجم عن ضغوط الحياة.
  • يجعلنا أكثر عطفًا ورحمة، ويحسِّن قدرتنا على التعاطف مع الآخرين.
  • يحسن الامتنان من نوعية النوم.
إعلان

أخيرًا

إنّ الامتنان عبارة عن نسيج من خيوط المشاعر الإيجابية والعلاقات القوية؛ لكن جوهره من حيث إنه يربط قلوبنا بالله تعالى.

إن كل النعم التي تغمرنا ليست إلا نتيجة مباشرة لقرارنا بتقدير نعمنا وشكرها.. إن الأشخاص الذين يعترفون بفضل الآخرين ويشكرونهم بانتظام يعانون مستويات أقل من الضغط، وهم متفائلون أكثر، ويصابون بقدر أقل من الغضب والمرارة وخيبة الأمل.

يحسّن الامتنان والتقدير من الحالة المزاجية، ويحسّن من شعورك.. لذلك، لا تقلل من قوة عبارة "شكرًا لك" البسيطة في كل جزء من حياتك، أو عبارة "ممتن لك" الأكثر عمقًا وعرفانًا. إنه لمن الرائع أن يقودك امتنانك بالأشياء البسيطة في الحياة.

و"إن أفضل شيء يمكنك فعله لتغيير حياتك اليوم هو البدء في الشعور بالامتنان حيال ما تملكه الآن".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان