تخيلي أنك أم جديدة، طفلك لم يتم شهوره الأربعة بعد، أرضعته وهدهدته لينام لتحظي ببساطة بحمام من عشر دقائق، تدخلين إلى الحمام وتنهيه بسرعة لتكملي من بعده جولة الركض اليومي بين مستلزمات المنزل، تنظرين إلى أرضية الحمام قبل الخروج لتصعقي بكومة الشعر الموجودة، منظر لم ترينه في حياتك، القلق المتصاعد في صدرك يكاد ينفجر، ولكن.. اهدئي، وتنفسي بعمق، فكل شيء على ما يرام.
ينمو الشعر من بنى موجودة في الفروة وتدعى الجريبات الشعرية، ويكون هذا النمو بشكل دورة من النمو والتساقط، هذه الدورة تنقسم لثلاثة أطوار تتكرر طوال الوقت.
تساقط الشعر ما بعد الولادة هو حالة موصوفة وموجودة عند نسبة كبيرة جدا من الأمهات، تحصل تقريبا بعد أربع شهور من الولادة، أحاول في هذه المدونة تبيان أسبابها والطرق السليمة للتعامل معها.
لفهم سبب تساقط الشعر بعد الولادة علينا أن نعرف كيف ينمو الشعر؟
ينمو الشعر من بنى موجودة في الفروة وتدعى الجريبات الشعرية، ويكون هذا النمو بشكل دورة من النمو والتساقط، هذه الدورة تنقسم لثلاثة أطوار تتكرر طوال الوقت، وهي:
- طور النمو: وهو طور نمو الشعر النشط، من الممكن أن يستمر من سنتين لست سنوات، وعادة ما يكون معظم الشعر (85-90%) في هذا الطور.
- طور التراجع: وهو طور قصير انتقالي يضمر فيه جذر الشعرة.
- طور الراحة: يستمر حوالي ثلاثة أشهر وبعده تخرج شعرة جديدة من الجذر وتسقط الشعر القديمة.
كيف يحدث تساقط الشعر بعد الولادة؟
تساعد هرمونات الحمل على بقاء الجريبات الشعرية في طور النمو مما يجعلك تشعرين بمدى كثافته وتحسنه طيلة أشهر الحمل ولكن بمجرد حصول الولادة وانسحاب هذه الهرمونات من الجسم وبشكل خاص هبوط مستويات الإستروجين، وسوف يؤدي ذلك لدخول أعداد كبيرة من الجريبات الشعرية في طور الراحة فجأة، لذلك سوف تلاحظين حصول التساقط بعد ثلاث لأربعة أشهر من الولادة.
تحدثي إلى الطبيب في حال استمر التساقط لأكثر من ستة أشهر عندها ربما يكون التساقط ناجما عن سبب آخر، كالحاجة للحديد أو أمراض الغدة الدرقية.
كم يستمر تساقط ما بعد الولادة؟
هذا النوع من التساقط مؤقت لحسن الحظ، وسرعان ما سيستعيد الشعر كثافته السابقة بحلول عيد ميلاد طفلك الأول.
كيف يمكن أن نعالج تساقط الشعر ما بعد الولادة؟
لا يوجد علاج لهذا النوع من التساقط ولكن هذه بعض الخطوات المساعدة على أن يبدو شعرك أكثف وكذلك كي تقي الشعر المزيد من الضرر:
- تأكدي من حصولك على جميع المغذيات الضرورية لشعرك بالانتباه لغذائك والاستمرار في أخذ فيتامينات الحمل.
- استعملي شامبو وبلسم مخصص لزيادة الحجم.
- تعاملي مع شعرك بلطف عند الغسل والتمشيط، مع استعمال درجات حرارة منخفضة عند تجفيف الشعر، وتجنبي التصفيفات التي تترافق مع شد للشعر مثل ذيل الحصان.
- الأفضل عدم اخضاع الشعر لأي معالجات كيميائية مثل التفتيح، التمليس، التجعيد، وذلك حتى يتوقف التساقط.
هل يمكن لهذا التساقط أن يؤثر على الطفل الرضيع؟
لن يؤثر التساقط على الطفل بالطبع، ولكن يجب الحذر من الشعر المتساقط لأنه من الممكن أن يلتف حول أحد أصابع الطفل، وفي هذه الحالة سيسبب ألما شديدا مع انقطاع للجريان الدموي للمنطقة، وقد يؤدي لفقدان الإصبع إذا لم يتم الانتباه للأمر.
متى يجب التحدث إلى الطبيب؟
تحدثي إلى الطبيب في حال استمر التساقط لأكثر من ستة أشهر عندها ربما يكون التساقط ناجما عن سبب آخر، كالحاجة للحديد أو أمراض الغدة الدرقية.
في النهاية لابد من الاعتراف أن تجربة الأمومة قد تكون مقلقة ومليئة بالمخاوف، وأن التساقط قد يفاقم كل ذلك ولكنه حالة مؤقتة وشائعة لذلك حاولي عدم التفكير فيها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.