يقول "جيم رون": لا بد أن تتحمل مسؤوليتك الشخصية.. لا تستطيع أن تُغير الظروف أو الفصول أو الرياح، لكن يمكنك أن تغير نفسك.
يُعرف اللوم على أنه من أعمال الانتقاد والتوبيخ وتحميل الآخرين المسؤولية، أي إلقاء الذنب عليهم. ويُعرفه علماء النفس بأنه نقل حالات ضعفنا عاطفيًا إلى شخص آخر، مشيرين إلى أن مشاعر الحزن والشعور بالذنب والقلق تخلق الشك الذاتي، وتجعلنا نشعر بالعجز، وعند إلقاء اللوم على الآخرين يزداد إفراز الأدرينالين، ما يخفف تلك المشاعر، لأن الأدرينالين يخلق شعورًا مؤقتًا بالطاقة والثقة.
يقوم عديد من الأشخاص بإلقاء اللوم على كل شيء وعلى كل شخص، وعلى الوضع الذي يجدون أنفسهم فيه، يركزون على المشكلات والأشياء التي لا يمكنهم تغييرها، ويهملون العمل على ما لديهم القدرة لتغييره
ويخلط كثيرون بين النقد واللوم.. الأول يمكن أن يكون بناءً، ويركز على كيفية القيام بتصحيح التصرفات، بدلًا من كيفية ارتكابها بشكل خاطئ، وإذا كان النقد منطقيًا، ويُركز على التحسين، فإنه يصبح توجيهًا أكثر منه لومًا. أما اللوم، فيجعلنا ننسب شعورنا بالضعف إلى الآخرين، وبالتالي لن نقوم بإجراء تغييرات إيجابية على سلوكنا.
اللوم غريزة تحكمنا وتدفعنا إلى محاسبة الآخرين على أخطائنا، ونترك له الفرصة ليشكل حياتنا اليومية، وهو سلاح ندافع به عن أنفسنا، موجهين سخطنا إلى الآخرين لنضعهم في موقع المسؤولية ونبرئ أنفسنا.
يقوم عديد من الأشخاص بإلقاء اللوم على كل شيء وعلى كل شخص، وعلى الوضع الذي يجدون أنفسهم فيه، يركزون على المشكلات والأشياء التي لا يمكنهم تغييرها، ويهملون العمل على ما لديهم القدرة لتغييره. ببساطة، هم يرفضون تحمل المسؤولية.
"الناس دائمًا يلومون ظروفهم على ما هم عليه.. أنا لا أؤمن بالظروف، الأشخاص الذين يتقدمون في هذا العالم هم الأشخاص الذين يستيقظون ويبحثون عن الظروف التي يريدونها، وإذا لم يتمكنوا من العثور عليها، فإنهم يفعلون ذلك" [جورج برنارد شو].
الحقيقة أن كُل شخص مسؤول عن جودة الحياة التي يحياها، وإذا أردت أن تكون ناجحًا، فعليك أن تتحمل مسؤولية كل شيء في حياتك بنسبة 100٪ . ويتضمن هذا مستوى إنجازاتك، والنتائج التي حققتها، وجودة علاقاتك، وحالتك الصحية والبدنية، ودخلك، وديونك، ومشاعرك.. كل شيء.
في الحقيقة، لقد تعود أكثرنا أن نلوم شيئًا ما خارج أنفسنا على الجوانب التي لا تعجبنا في حياتنا، فنلوم آباءنا، ورؤساءنا، وأصدقاءنا، وزملاء العمل، وأزواجنا، والطقس، والوضع الاقتصادي، وقلة المال.. أي شخص أو أي شيء يمكننا أن نلقي اللوم عليه. ولا نود أبدًا أن ننظر إلى الموضع الحقيقي للمشكلة.. أنفسنا.
توقف عن النظر خارج نفسك بحثًا عن إجابات تفسر لماذا لم تحقق النتائج التي تصبو إليها في حياتك؟ لأنك أنت من يصنع الحياة التي تعيشها، والنتائج التي تحققها. وإذا أدركت أنك من صنعت ظروفك الحالية، فإنه بإمكانك أن تُلغيها وتعيد صناعتها مجددًا بإرادتك.
عليك أن تتخذ الموقف الذي يُمكنك من القدرة على جعل حياتك مختلفة، وأن تقوم بتصحيحها لتحقق النتائج المرجوة
" كلما حصل خطأ ما يميل معظمنا لإلقاء اللوم على شخص آخر، وتحميله مسؤولية ذلك الخطأ، وبفعل ذلك فإننا نخسر فرصة لا تعوض للتعلم من هذا الخطأ ودراسته" [مارك فكتور هانسون].
إذا أردت فعلًا أن تحقق الحياة التي تستحقها، فعليك أن تتولى مسؤولية حياتك، وتتخلى عن أعذارك، وكل حكاياتك التي تبدو فيها ضحية، وكل الأسباب التي تعلل فيها عدم قدرتك وعدم تحقيقك لما تريد حتى الآن، وكل لومك الموجه للظروف الخارجية.. عليك أن تتخلى عن كل ذلك.
عليك أن تتخذ الموقف الذي يُمكنك من القدرة على جعل حياتك مختلفة، وأن تقوم بتصحيحها لتحقق النتائج المرجوة. إن كل نتيجة تواجهها في الحياة، سواء أكانت فشلًا أم صحة أم مرضًا أم إحباطًا أم ابتهاجًا، هي نتيجة للكيفية التي استجبت بها لحدث أو أحداث سابقة في حياتك.
كُف عن إلقاء اللوم على الآخرين
" كل محاولات توجيه اللوم مضيعة للوقت.. ومهما كان مقدار خطأ الآخر، وبصرف النظر عن مقدار اللوم الذي توجهه إليه، فلن يغير هذا منك" [واين داير].
عليك أن تقر بالحقيقة.. أنت من قام بالأمور، وفكر، وقال الكلمات، واختار الاختيارات التي أوصلتك إلى حيث أنت الآن، أنت من قام بهذا فلا تلُم أحدًا سواك.
اقبل ضعفك فنحن بشر، والضعف جزء من بشريتنا . تسامح مع نفسك.. إذا أخطأت سامح نفسك، تعلم من الخطأ ثم ابدأ من جديد
كُفّ عن الشكوى
يشكو الناس فقط الأشياء التي لا يمكنهم فعل شيء حيالها، الأشياء التي لا سيطرة لهم عليها. لكن لماذا لا يقومون بفعل هذه الأشياء ببساطة؟ السبب أنها تنطوي على مخاطر، ولتجنب المخاطرة فإنهم لا يُحركون ساكنًا، ويكتفون بالشكوى.
تعني الشكوى أن لديك نقطة مرجعية لشيء ما أفضل أنت ترغب فيه، لكنك غير مستعد للمخاطرة بتحقيقه. فإما أن تتقبل اختيار البقاء حيث أنت وتكفّ عن الشكوى، أو تخاطر بالقيام بشيء جديد ومختلف، لتصنع حياتك كما تريدها بالضبط.
حتى لا يسيطر اللوم على حياتك
اقبل ضعفك فنحن بشر، والضعف جزء من بشريتنا . تسامح مع نفسك.. إذا أخطأت سامح نفسك، تعلم من الخطأ ثم ابدأ من جديد. تَقبُّل الأخطاء.. هي نقطة الانطلاق للتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين.
عليك أن تتخذ موقفًا بأن تصنع ما يحدث لك من خلال أفعالك، أو تسمح ببساطة للأمور بأن تحدث بسبب عدم قيامك بأي فعل
وأخيرًا:
أنت تملك السيطرة على ثلاثة أشياء في حياتك، فكَرَك التي تفكر بها، والصور التي تتخيلها، والأفعال التي تقوّم بها (سلوكك). وكيفية استخدامك هذه الأشياء هي ما يحدد كل شيء تواجهه. وإذا لم تكن تحب ما تصنعه وتواجهه فعليك أن تغيّر استجاباتك.. غيّر فِكَرك السلبية إلى فِكَر إيجابية.. غيّر عاداتك، غير ما تقرؤه، غير الكيفية التي تتحدث بها إلى نفسك وإلى الآخرين.
اليوم الذي تغير فيه استجاباتك هو اليوم الذي تبدأ حياتك فيه بالتحسن! فإذا كنت تريد شيئًا مختلفًا، فعليك أن تقوم بفعل شيء مختلف.
ما أتعس المرء إن لم يكن لديه أي اختيار، إذ يبقى عالقًا في دُوامة اللوم وتقريع الذات! أنت تعيش فحسب، لكن امتلاك القدرة على الاختيار يمنحك حرية كبيرة للغاية.. إما أن تصنع ما يحدث لك، أو تدعه يصنعك!
"قد يفشل المرء كثيرًا في عمله، ولكن يجب عدم اعتباره فاشلًا إلا إذا بدأ يلقي اللوم على غيره" [جورج برنارد شو].
عليك أن تتخذ موقفًا بأن تصنع ما يحدث لك من خلال أفعالك، أو تسمح ببساطة للأمور بأن تحدث بسبب عدم قيامك بأي فعل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.