شعار قسم مدونات

سياسي ساخر.. "الملائكة لا المخابرات"

صور من تشييع شهداء القسام
صور من تشييع شهداء القسام (الجزيرة)

المجاهد في سبيل الله عندما يرتقي شهيدًا تنتظره "الملائكة"، لا تنتظره "أجهزة المخابرات" التي تبدأ بنصب الحواجز وتدقيق الهويات للفرز والتحقيق معه.

أنت من حركة حماس، كتائب القسام؟ بسم الله أرقيك.. ارفع السبابة أيها الإخونجي، أين عصبة الحق؟ تفضل هذا السواك، أتريد خاتمًا بحجر أسود أم سبحة إلكترونية؟.

أنت من حركة الجهاد، سرايا القدس؟ أهلًا بمن يعبئ المطافئ بالبنزين، ويرج زجاجة المشروبات الغازية قبل فتحها.. أهلًا بمن شارك بإشعال لهيب جنين ومخيمها.

تخيل معي يا "إنترنتي" حال هذا المقاوم – بغض النظر عن انتمائه التنظيمي – وهو في الأجواء الحارة أو الباردة متخفيًا عن أنظار الاحتلال وأذنابه، يفترش العراء في الصحراء، طعامه وشرابه ذكر الله

وأنت.. لا داعي لسؤالي من أين أنت، سلوكك وهيئتك يدلان على أنك من حركة فتح.. "سيماهم في وجوههم من شدة التنسيق الأمني". في جميع الأحوال ملفك يا "أم الجماهير" عامرٌ بالإنجازات.. للوهلة الأولى ظننت أنني أفتتح ملف نادي ريال مدريد لكرة القدم!. بطولاتكم في ملاحقة المقاومين أكثر من بطولات الريال، ودفاعكم عن "التنسيق الأمني" كأنه دفاع بتشكيلة تضم أشهر مدافعي العالم، لكن من "الباب الوراني".

لا، لا داعي للقلق، لن أتحدث عن اغتيال نزار بنات، وتسليم المقاومين، والانسحاب المنسق بينكم وبين الاحتلال عند الاقتحامات، سنتحدث بالأهم.. عندما تقوم والدتك بطهي حساء العدس، وتضع بجانبه أوراق من الجرجير والبصل الأخضر، لا تتناوله بحجة أنها مؤشرات خطيرة كالرايات الخضراء؟!

أتعلم.. إنجازكم بأكبر صحن مجدرة يُدرس!. هكذا تكون المقاومة بالمجدرة، وقريبًا بالمقالي، وبعدها بالشُّربة، وليس بصواريخ تدك تل أبيب والقدس المحررة بإذن الله.

ما ذُكر أعلاه مجرد "قنابل مسيلة للضحك والحزن" في آنٍ معًا من إضافة سخرية الكاتبة، تماشيًا مع الصداع والصراع؛ بسبب سيل تلك الحماقات – وليست المناكفات – بين أنصار الشحوم الثلاثية.. أقصد الحركات السياسية الثلاث في فلسطين: (حماس، فتح، الجهاد)، التي تجتاح منصات التواصل الاجتماعي بسبب وبلا سبب، وغايتها فقط حرف البوصلة عن المقاومة وجرائم الاحتلال في غزة والضفة والقدس، وهرولة السلطة الفلسطينية للتآمر أكثر وأكثر على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة ومجابهة المحتل.

صدقًا، لا أحد يفهم تلك العقول الصبيانية لبعض رواد مواقع التواصل؛ ارتقوا قليلًا واتقوا الله فيما تكتبونه وما تنشرونه، لماذا تجعل خصمك وغريمك في "الدارين" مجاهدًا في سبيل الله؟. كل أبناء الفصائل قدموا وضحوا، منهم من استشهد ومنهم من ينتظر.. من أنت؟ بربك أخبرنا من أنت لتخوّن هذا وتقلل من شأن هذا؟! تدرك بأنك شخص بلا مبادئ وطنية، عاطل عن القيم الإنسانية منشق عن الأخلاق الدينية، لا تفقه شيئًا، ولا تفهم إلا لغة لعن هذا وسب هذا وتخوين ذاك.

يا من تدافع عن جرائم الاحتلال على حساب أشلاء أطفال غزة، وعن السلطة الفلسطينية في قمع المقاومة، وتتهم كتائب القسام بالخيانة وبأنها مجرد حفنة دولارات بيد الخارج، أخبرنا ماذا عندكم من قبل ومن بعد الطوفان لتتهموا حماس بالخيانة

تخيل معي يا "إنترنتي" حال هذا المقاوم – بغض النظر عن انتمائه التنظيمي – وهو في الأجواء الحارة أو الباردة متخفيًا عن أنظار الاحتلال وأذنابه، يفترش العراء في الصحراء، طعامه وشرابه ذكر الله.. أو أن مقاومًا آخر يحفر نفقًا بعمق 70 مترًا لمدة 16 ساعة، وعند فتحه لجواله يشاهد ما تكتبه وتبثه من سموم تخونه وتستحقر كل البذل والعطاء الذي يقدمه!. كيف سيكون شعوره؟! طبعًا، من يعاني من تشمع بالمشاعر الوطنية لن تفرق معه.

الخوض مع هذه المهاترات مؤلم، لماذا لا تفكر – قبل اللايك والشير – بأن هذا المقاوم في النهاية هو إنسان عادي مثلك؟.. لا يحق لك أن تسيء إليه لمجرد أنك تملك حزم إنترنت مجانية، أو "Wi FI" خلسة من جارك.. لاذنب له لأنه ثأر وغار، انتفض للدفاع عن الحرائر والأسرى والمسرى، ورفض الذل والخنوع والخضوع والاستسلام، وأنت قبلت بأن تصفق للباطل مقابل سيجارة أو حفنة من الشواكل.

كتائب القسام، سرايا القدس، وبقية كتائب المقاومة الرديفة في الضفة، وكتائب شهداء الأقصى الرافضة والمتمردة على الحال الذي وصلت إليه الحركة بفعل حماقات السلطة الفلسطينية.. هؤلاء ليسوا أندية كرة قدم لتكون هناك مناوشات عدوانية بين الجمهور الفلسطيني الذي يقبع تحت ثلاثة احتلالات:

  1. الاحتلال الصهيوني الذي احتل الأرض، وهتك العرض، وأنسانا الفرض.
  2. احتلال سلطة أوسلو في تشويه صورة المقاومة، وملاحقة وقمع المقاومين.
  3. احتلال ثالث خفي هو احتلال الأغبياء في فرض وبث رأيهم منزوع الوطنية في محاربة أطهر من أنجبت فلسطين.. المجاهد في سبيل الله.

الخوض مع هذه المهاترات مؤلم، لماذا لا تفكر – قبل اللايك والشير – بأن هذا المقاوم في النهاية هو إنسان عادي مثلك؟.. لا يحق لك أن تسيء إليه لمجرد أنك تملك حزم إنترنت مجانية

لمن تطاول وتهكم على كتائب القسام في غزة وفي كل فلسطين، فقط ليبرر لنفسه سر سعادته بشتم الآخر وشرائه من قبل المنسقين، يا من تدافع عن جرائم الاحتلال على حساب أشلاء أطفال غزة، وعن السلطة الفلسطينية في قمع المقاومة، وتتهم كتائب القسام بالخيانة وبأنها مجرد حفنة دولارات بيد الخارج، وأنها مكسورة العين بسبب تداعيات "7 أكتوبر/تشرين الأول المجيد"، أخبرنا ماذا عندكم من قبل ومن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول لتتهموا حماس بالخيانة؟!

  • عندكم أسرى، صواريخ، مُسيرات، كورنيت، قنابل RBG أو TBG؟
  • عندكم  قاذف الياسين 105، العبوات اللاصقة والتلفزيونية؟
  • عندكم أنفاق، وحدات وعقد قتالية؟
  • عندكم أحد من أذل وحدات سيرت متكال واليمام واليسام وغولاني وغيفعاتي وجنود مرتزقة من كل مكان بالإضافة للكوماندوز الأميركي؟
  • عندكم خردة من أجزاء دبابات وطائرات ومدرعات ومجنزرات وجرافات الـD9؟
  • عندكم أحد من طرفكم مطلوب للاحتلال؟
  • عندكم سلاح M16 يستخدم لغير المشاجرات والأعراس والانتخابات؟
  • عندكم قدرة وقوة لنصب كمائن مثل كمائن المقاومة في غزة؟

إذن بماذا كسرت عينه للأخضر؟! بنتائج انتخابات جامعتي بيرزيت والنجاح، أم بالاعتقالات وملاحقة الرايات وقتل نزار بنات، أم بالاستيلاء على التبرعات والتمويلات لشراء الجيبات؟ بالفلتان الأمني والمشاجرات والتسريبات وزيادة الاستيطان؟ أم بقتل ياسر عرفات وشتم أمهات الشهداء والمشاركة بضياع حق الأسرى والمسرى؟ بفقد سيطرتكم على مخيمات جنين ونابلس وطولكرم، أم بتسليم وابتزاز المقاومين والمشاركة بأسرهم وقتلهم؟.

تذكر يا من غشاك السواد بسبب اتفاقية أوسلو المشؤومة.. لو سمعت صرير أقلام الملائكة وهي تكتب اسمك من المسيئين إلى من اصطفاهم الله ليكونوا من المقاومين – لا القاعدين أمثالك-، إلى من اختارهم ربهم ليكونوا سدًا ودرعًا وحصنًا لبيت المقدس، لتمنيت أن تغسل منشوراتك الفيسبوكية بماء "زمزم" لتنجو من خصمك المجاهد الشهيد ويسامحك.. هل يمكنك أن تطلب ممن ارتقى السماح؟! لذلك ضع الشيطان جانبًا، وتعوذ من نفسك، وطهر قلبك وفكرك قبل أن تدخل المسجد أفقيًا.

وأنت، يا من تقوم بشراء تلك الأبواق بأوامر صهيونية، لتصفق وتهتف للباطل مقابل سيجارة أو كارت شحن، أرجو منك التكرم بإعطاء تلك الأبواق دجاجة أو عظام لحمة؛ رأفةً بحالهم لكونهم يعانون من الإرهاق والتعب الشديد وسوء التغذية، لكثرة تصفيقهم وتطبيلهم للباطل؛ فصناعة صوت الباطل هي أيضًا جهاد، والجهاد بحاجة لقوة ولصحة جيدة؛ لكونه يبذل جهدًا كبيرًا لتشويه صورة المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى أنصار المقاومة.. وأصحاب الحق مدافعون شرسون لا يستطيع صوت الباطل أن ينتصر عليهم، مهما رفع صوته وانتفش ريشة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان