من اليقين عند كل مسلم أن القرآن كتاب الله، وأن الله قد تكفل بحفظه إلى قيام الساعة، وقد درج أعداء الإسلام منذ القدم على حملات الطعن والتشكيك في القرآن، وقد فشلت هذه الحملات واحدة تلو أخرى؛ لأن الله تكفل بحفظه، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9).
القرآن محفوظ في الصدور، بل من وسائل حفظه ما قام به السلف من جمعه ونقطه وإعجامه، ثم جاء الخلف من بعدهم، فتسابقوا في طباعته ونشره في شتى أنحاء العالم الإسلامي والعربي، وحرص فريق منهم على ترجمة معانيه، فكان لذلك بالغ الأثر في اهتداء كثيرين من الغرب والشرق إلى الإسلام.
ثم تنوعت أساليب حفظه ونشره في العصر الحديث، فأقيمت له حلقات التحفيظ في كل بلد عربي وإسلامي، وعقدت له مجالس التفسير عبر الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية، كما شهد القرن الماضي أول جمع صوتي للقرآن الكريم بأجمل الأصوات، ليكون وسيلة جديدة من وسائل حفظه من التحريف، ثم انطلقت الوسائل المختلفة -المذياع والتلفاز والفضائيات والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي- تقوم بدورها في حفظ كتاب الله؛ لذا نقول: مهما حاول الحاقدون من أعداء الإسلام، ومن يدفعونهم من المتطرفين، تحريفه أو محوه فعاقبتهم الخيبة والخسران لأنه محفوظ في الصدور.
في الأسبوع الماضي وبالأمس القريب أيضا حاول الغرب الحاقد أن يستفز مشاعر ما يقرب من ملياري مسلم، فقد سمحت حكومة السويد وهولندا والدانمارك لبعض المتطرفين الحمقى بحرق كتاب الله أمام الشاشات وعدسات التصوير، تحت مسمى حرية الرأي، بل بحماية من أفراد الأمن.
في الأسبوع الماضي وبالأمس القريب أيضا حاول الغرب الحاقد أن يستفز مشاعر ما يقرب من ملياري مسلم، فقد سمحت حكومة السويد وهولندا والدانمارك لبعض المتطرفين الحمقى بحرق كتاب الله أمام الشاشات وعدسات التصوير، تحت مسمى حرية الرأي، بل بحماية من أفراد الأمن.
هذا الفعل الشنيع حرك الشارع الإسلامي في أنحاء العالم للمطالبة بمواقف حازمه تجاه هذه الدول، وطالب العديد من العلماء في شتى بقاع العالم الإسلامي والعربي بمقاطعة منتجاتهم، كما أصدرت العديد من الدول الإسلامية بيانات التنديد والشجب والاستنكار وطالبت حكومة هذه البلدان بوقف هذه الأعمال التحريضية والاستفزازية التي تؤذي مشاعر نحو ملياري مسلم في العالم.
إن هذه الأعمال المخزية تعد حملة من حملات الكراهية في الغرب على الإسلام بحجة "الإسلاموفوبيا"، كما أنها تحرض على الكراهية والتميز والعنف. وعليه، دعت دولة قطر من خلال بيان وزارة الخارجية المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لإيقاف كل أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين وإعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك.
مما يدعو للأسف أن يستمر المجتمع الدولي بكل مؤسساته وكياناته في سكوته وسكونه عن هذه الجرائم البشعة المخزية من دون أن يحرك ساكنا، لقد كانت قضية فلسطين والقدس قضية المسلمين والعرب الأولى وما زالت كذلك.
وأخيرًا، في فلسطين الجريحة أرض الرباط تطالعنا الأخبار بممارسات الصهاينة المستمرة، ففي الأسبوع الماضي وفي مخيم جنين قام جيش الاحتلال بعدوان وحشي راح ضحيته 9 فلسطينيين، نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحدا، وهذا إن دل فإنما يدل على وضاعة هذا الكيان السرطاني الذي وُضع في قلب الأمة، وما يحدث ما هو إلا استمرار لجرائم هذا الكيان المحتل الغاصب خلال عقود ضد إخواننا في فلسطين الحبيبة.
ومما يدعو للأسف أن يستمر المجتمع الدولي بكل مؤسساته وكياناته في سكوته وسكونه عن هذه الجرائم البشعة المخزية من دون أن يحرك ساكنا، لقد كانت قضية فلسطين والقدس قضية المسلمين والعرب الأولى وما زالت، وجراحات أهلنا هناك هي جراحاتنا، وآلامهم هي آلامنا، ومصابهم هو مصابنا، فلكم الله يا أهل جنين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.