شعار قسم مدونات

أفكارك الصغيرة لها قيمة

مدونات - فكرة

خلال العام 2018 استثمرت شركة أمازون 22.6 مليار دولار في انشطة البحث والتطوير بما يعادل 12.7بالمائة من إجمالي مبيعاتها خلال العام، أما شركة ميرك للأدوية فقد استثمرت 10.2 مليار دولار، وبما يعادل 25.4بالمائة من كامل مبيعاتها في نفس الحقل. وقد بلغ إجمالي ما صرفته أكبر عشرين شركة في مجال البحث والتطوير خلال عام 2018 هو 214.5 مليار دولار، ما يظهر أهمية البحث والتطوير في بقاء هذه الشركات في القمة ونموها المستدام.

وأهم ما يجب توفره في هذا المجال هو الاشخاص المؤهلون، لأنهم المورد الاساسي للأفكار الجديدة والسبيل للابتكارات الثورية، كما أن الخبراء المؤهلون هم المسؤولون عن حل المشكلات التي يمكن أن تواجهها الشركات في رحلة الابتكار والانتاج والتسويق والترويج. ولا تحتاج الفكرة لذكاء خارق ولذلك يقول أينشتاين: ليست الفكرة في أني فائق الذكاء، بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتاً أطول في حل المشاكل. فالفكرة مهمة جدا، والأهم منها الابداع في إيجاد طرق للتنفيذ، أو ابتكار وسائل لحل أي مشاكل تواجهنا خلال التنفيذ.

 
لذلك فأساس البحث والتطوير والابتكار هو الفكرة.. وللفكرة ثمن عظيم، لذا عندما تراودك فكرة بسيطة فلا تستهن بها، فربما تكون هذه الفكرة هي طريقك نحو النجاح بل وحتى الثراء، فالفكرة لها قيمة، وهذه القيمة هي ما تبحث عنه الشركات الكبرى لدى موظفيها الذين يعملون في مجال البحث والتطوير. خلال دراسته في الجامعة في العام 2004، نبعت فكرة بسيطة في رأس طالب جامعي يدعى مارك زوكربيرج، ومنها ظهرت واحدة من أكبر الشركات في العالم حاليا هي فيسبوك، ومثلها ظهرت معظم شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل جوجل ويوتيوب وانستجرام وغيرها.
 

إعلان
لكل فكرة جيدة ثمن:
الفكرة جوهرة ثمينة، بالإمكان أن ترفع صاحبها متى ما وجد الطريقة المناسبة للاستفادة منها، بشرط توفر الزمان والمكان المناسبين، لذا لنهتم بالأفكار ولنعطها حقها

ليس المهم أن تكون الفكرة ثورية وكبيرة وتحتاج لاستثمارات عالية حتى تكون ناجحة وذات قيمة، فهناك العديد من الافكار البسيطة التي كسب منها أصحابها الملايين، فمثلا قام بول براون بابتكار العبوات المقلوبة والتي تستخدم في منتجات الكاتشب والمايونيز والشامبو، وقام بتسجيل براءة الاختراع وأصبحت كل شركة تستخدم فكرته مطالبة بدفع مبلغ من المال لشركته التي أنشأها لهذا الغرض، نظير استخدامها هذه الفكرة. وتمتلئ دفاتر وكالات تسجيل براءات الاختراع والملكية الفكرية بملايين الأشياء التي يقوم أصحابها بتسجيلها للاستفادة منها مستقبلا مهما كانت هذه الافكار بسيطة، فليس هناك حاجة لفكرة عظيمة حتى يتم تسجيلها والاستفادة منها.

 
أيضا يمكن أن تبتكر فكرة جديدة من خلال ابتكار استخدام جديد لشيء قديم، أو الاستفادة من أحد عيوب الأشياء لتستخدمه بصورة مختلفة، فقد استفادت شركة فايزر للأدوية من أحد الأعراض الجانبية لمادة السيلدينافيل الذي تم اختراعه أساسا لعلاج أمراض القلب والجهاز الدوري، لكن وجد له عرض جانبي شائع هو زيادة القدرة الجنسية لدى الرجال، وعليه تم تحويل الدراسة لاستخدام هذا الدواء في علاج الضعف الجنسي بدلا من علاج أمراض القلب وباعت منه الشركة بالمليارات وأصبح دواؤها فياجرا من أشهر الأدوية حول العالم. وعن أهمية الأفكار يقول فيكتور هوجو :أقوى شيء في الكون كله، أقوى من الجيوش وأقوى من القوة المجتمعة للعالم بأسره، هي فكرة آن أوان خروجها إلى النور.
 
كم من الأفكار تمر علينا كل يوم، بالتأكيد أغلبها أفكار خيالية مستحيلة التنفيذ، وهي الأفكار التي تناسبها قصص الخيال العلمي حاليا، لكن هناك الكثير من الأفكار القابلة للتطبيق، وبعضها عبارة عن حلول لمشاكل نواجهها في بيوتنا أو أعمالنا، فقط نحتاج أن نسجل هذه الفكرة، ما هي؟ وكيف وأين يمكن الاستفادة منها؟ ثم نبحث عن طريقة لتطبيقها، فإذا وجدت طريقة ممتازة وبالإمكان الاستفادة منها تجاريا فلا بد من تسجيل ملكية هذه الفكرة أو براءة الاختراع في حالة الابتكارات حتى نستطيع الاستفادة منها ونحافظ على حقوقنا فيها. الفكرة جوهرة ثمينة، بالإمكان أن ترفع صاحبها متى ما وجد الطريقة المناسبة للاستفادة منها، بشرط توفر الزمان والمكان المناسبين، لذا لنهتم بالأفكار ولنعطها حقها من البحث والتمحيص والاهتمام، هذا اذا أردنا الفوز والنجاح.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان