جمعنا بعد الإفطار اللذيذ المتواضع لقاء مع عمدة المدينة ومسؤولي الجمارك والتربية في الولاية وتشعب الحديث وتعدد عن التهريب في المناطق الحدودية وصعوبة كبح جماح الفساد وعن شؤون التربية المنكوبة في الولاية. فمن بين ما هالني في ولاية ننغرهار المنكوبة وجود مدارس تقدم دروسها في العراء للتلاميذ. أي نعم.. مدارس بدون سقف..
يصطحب الأولاد لحافا إلى المدرسة بدل لمحفظة ليفترشوه ويشرعون في الدراسة تحت أشعة الشمس الحارقة والغبار ولسع البرد الشديد في الكثير من الأوقات. والفظيع في الأمر أن هذه المدارس المكشوفة تشكل الغالبية في الولاية إذ يبلغ عددها أربعمائة وستين من بين تسعمائة مدرسة موزعة في الولاية. ولا مجال هنا للحديث عن المدارس التي بقيت مغلقة لدواع أمنية.
تأرجحت دمعتان في مقلتي حينما زرنا مدرسة سيكارام في ضاحية جلال آباد.. لم تكن المدرسة تبعد عن صخب المدينة سوى بضعة كيلومترات إلا أنها كانت موغلة في القرون الوسطى. على جنبات الطريق تشكلت مجموعة من الخيم كان بها أطفال يتدارسون ولم يكن في المدرسة ما يكفي من معلمين لثمانمائة تلميذ إذ كان بعض التلاميذ النجباء يتناوبون على لوح أسود لم يجد مكانا لتثبيته في الخيمة ويلقنون زملاءهم ما هو مكتوب فيها.
وعند مدخل الخيم تراصت الأحذية البلاستيكية للتلميذات والتلاميذ وراعني أن بعضهم يصلون إليها حفاة لقلة حيلتهم وفقرهم الشديد. كانت فرحتهم عارمة بقدومنا إذ أطلق الفتيان والفتيات صرخاتهم وانهمكوا في اللهو واللعب وكأنهم يسخرون من هذا الزمن الرديء.. يزيد من فقرهم ومعاناتهم فيزدادون غبطة وسرورا.
هذه بعض الصور لتلاميذ أحد المدارس في العراء بضاحية جلال أباد:
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.