الهدف من هذه التدوينة ليس مهاجمة هذا النوع من الدورات التدريبية ولا مدربيها ولكن للأسف فهذا النوع من الدورات أصبح أكثر من الدورات الاعتيادية وربما سوف يأتي يوم لا تجد سوى مدربين من غير متدربين، فمن الجميل جدا أن نخرج جيل متميز من المدربين ولكن للأسف الواقع والمتغيرات تقول عكس ذلك. نرى فوضى غير عادية، أعداد المستشارين أصبحت لا تطاق، مستشارين بدون استشارات ودربين ومدربات بدون تدريبات فهذه التدوينة تتمحور حول بعض النصائح التي أجدها نتاج لعدد كبير من التساؤلات والمواقف التي مررت بها كمتدرب أو مدرب محلى صغير تشتت بين الواقع والمأمول ووقع كثيرا في شبكات قراصنة التدريب.
فلو دخلنا إلى عمق أكثر في العملية التدريبة سنجد من المهم جداً البحث عن مدرب يفوق بقدراته العلمية والمهاراية المتدربين وليس العكس، فالحكم وبشكل مؤقت بأفضلية دورة عن أخرى تبدأ بشهادة المدرب العلمية (بكالوريوس – ماجستير – دكتوراه) وعمر المدرب وخبرته التدريبية بشكل عام وخبرته في مجال دورات تدريب المدربين بشكل خاص، فلا تصدق مدربا لم ينجح في دراسته بدون سبب مقنع فتذكر دائما أن "ستيفن هوكينغ" صاحب نظرية الثقوب السوداء والذي حل محل "آينشتاين" جسمه مقيد داخل كرسي متحرك ويعاني من مرض مميت. في بعض الحالات نجد بعض الدورات التدريبية يقدمها أكثر من مدرب وهذا يعطي للدورة قيمة أكبر من الدورات التي يقدمها مدرب واحد فقط، ولا تنسى دائما قبل الدخول في أي دورة تدريبية والوقوع في مصيدة هؤلاء القراصنة أن تسأل عن التغذية الراجعة من المتدربين الذين حصلوا على نفس الدورة ومع نفس المدرب. فإذا كنت تتطلع للاستفادة والنجاح فلا تجعل أولئك القراصنة يدربوك حتى لو كانوا مشاهير إعلامية.
عندما يكون المدرب كفؤا، عندها يمكن غض النظر عن قصور بيئة التدريب المحيطة به، ويمكن تقديم دورة تدريبية رائعة ومفيدة حتى إذا كانت الحقيبة غير ناجحة |
من المهم جداً ان تفرق بين دورات المدرب المعتمد ودورات فنون إعداد المدربين أو غيرها من المسميات التي يستحيل حصرها فتكون عبارة عن دورة تأهلك معرفياً ومهارياً لكي تكون مدرب ولكن لا تمنحك أي اعتماد، ولكن دورات تدريب المدربين المعتمدة غالباً ما يكون هناك بعض الامتيازات التي يحصل عليها المتدرب بعض الانتهاء من شروط الدورة. ومن وجهة نظر شخصية لا أرى أن المدرب يجب أن يكون معتمدا كمدرب دولي او غيرها من المسميات لإفادة المتدربين بمعارف معينة ولكن هذا ضروري فقط لمنع الفوضى وإعطاء كل ذي حق حقه. وخصوصا أن مثل هذه الدورات أصبحت تركز على اتكيت المتدرب أكثر من طرق إعداد وتحضير المادة العلمية. وهذا لا يعني أن مشكلة التدريب تنحصر في هذه النقطة فربما هناك عوامل مهمة يجب أن تأخذ في عين الاعتبار مثل السعر والمكان والمدة وغيرها الكثير لكن نحن تطرقنا إلى أكثر النقاط أهمية وأكثرها إشكالية ولو نظرنا لحال الدورات اليوم لوجدنا العجب العجاب لهذا عليك بأن لا تتنازل عن الأمور السابقة الذكر.
وأخيرا يجب أن تعرف أن عملية تأهيل المدربين عملية ضيقة جدا وإنما الهدف هو تأهيل المتدربين لقيادة الأمة نحو التقدم والمعرفة ولسنا بحاجة لمنظرين وأكاديميين بهذا العدد الكبير. فيعتبر المدرب من أهم ركائز العملية التدريبية التقليدية، لذلك فمن المهم جدا أن يكون متمكنا متخصصا متعلما مثقفا ملماً بكل ما هو مهم في جانب التدريب.
عندما يكون المدرب كفؤا، عندها يمكن غض النظر عن قصور بيئة التدريب المحيطة به، ويمكن تقديم دورة تدريبية رائعة ومفيدة حتى إذا كانت الحقيبة غير ناجحة. والمعايير التي سأذكرها هي ملخص أكثر النقاط المشتركة في عدد كبير من المقالات والكتابات التي تحدثت في هذا الشأن:
1. المؤهل العلمي للمدرب: كلما كان المؤهل العلمي مرتفع للمدرب كلما كان اجدر بالعملية التدريبية ، ولم أجد كتاب أو مقال يناقش درجة علمية أقل من البكالوريوس أو ما يعادلها للمدرب.
2. دورات تدريب المدربين: ليس كافيا أن تكون أكاديميا وتحمل شهادة علمية مرتفعة ولكن يجب أن تكون ملما بأساليب التدريب فالتدريب غير التعليم.
3. الخبرة التدريبية: فكلما زادت خبرة المدرب كلما تميزت قدراته وزادت إبداعاته.
4. المظهر الشخصي: لا شك أن مظهر المدرب واعتناءه بشخصيته يمثلان مؤشراً مهماً في تقييم المدرب ولذلك لأنه يعتبر قدوة للمتدربين، بل ولأن الدراسات العلمية أثبتت أن المظهر الشخصي للمدرب يؤثر سلباً أو إيجابياً على مدى تقبل المتدربين لتوجيهاته ونصائحه والاخذ عنه.
5. التحضير والاستعداد للدورة التدريبية: التحضير مؤشر مرتبط بعملية الأداء فهو من سيحدد مدى كفاءة أداء المدرب.
6. الأداء التدريبي: من أهم المؤشرات لتقييم المدربين فهو يشمل اسلوب المدرب في طرحه للمادة وكذلك السيطرة على الجمهور وطريقة إيصال المعلومة ولا نسى الأهم طريقة العرض والإلقاء.
7. التفاعل الإيجابي مع المتدربين.
8. التحكم في الوقت والتقسيم العادل للمادة العلمية .
9. ضبط سير العملية التدريبية والتحكم في النقاشات واختلاف وجهات النظر داخل القاعة التدريبية فكما قلنا ليس كل المتدربين من طراز واحد.
10. استخدام لغة الجسد بشكل مناسب.
11. توزيع المشاركات وإعطاء الفرصة لجميع المشاركين.
12. مدى ربط الموضوع بالواقع العملي والابتعاد عن التنظير.
13. القدرة على تصحيح الأخطاء بالطريقة المناسبة: فمن المتوقع أيضاً ان يكون المدرب قادراً على قبول الأخطاء التي يقع فيها هو أو أحد المتدربين وعلى التعامل معها بالطريقة المناسبة التي لا تسبب حرجاً للمخطئ ولا تضيع كفرصة تدريبية يستفيد منها المتدربين الآخرون.
14. الاستخدام المناسب لوسائل الإيضاح.
15. إجابة الاسئلة بشكل مناسب.
16. تحقيق أهداف الدورة التدريبية.
17. تحقيق المعايير العالمية في التدريب.
تتجدد المعايير العالمية في التدريب من آن لآخر، ومن المتوقع أن يكون المدرب ملم بما يستجد من معايير عالمية في التدريب، وأن يعمل على تطوير نفسه فيها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.