أليس السلاح النووي المحرم على غير من لا يمتلك الفيتو، كفيلا بحماية تلك الأقلية التي يغض العالم الطرف عنها لأنها فقط أقلية مسلمة ولأنه لا زعيم لها كزعيم كوريا الشمالية! |
الروهينغا الجرح الذي لا يندمل والحريق المشتعل في الشرق الآسيوي كاشتعال منازل أهله من مسلمي أراكان والتي أحرقها الجنود بدون رحمة ولا هوادة. من وجدوتموه على دين محمد فاقتلوه أو أخرجوه من أرضكم ليموت في غيرها، هكذا لسان حال حكومة الماينمارية وكأن التاريخ يعيد نفسه، ما أشبههم بكفار قريش مع تغير التاريخ واختلاف الزمان وتغير الناس وتحكم السياسة والاقتصاد في كل شيء.
أكثر من 600 ألف إنسان بين نازح ومقتول وغارق، من أصل 800 ألف مسلم من الروهينغا، وتلك كلمة لو ترجمت في قاموسنا العربي لوصلنا لمعنى الرحمة، ولكن الأرض لم تكن رحيمة بأهلها كحال العالم وقادته ومنظماته معهم. كل الذنب أن اعتنقوا ديانة الإسلام في زمن لم يعد فيه للمسلمين هيبة ولا كرامة ولا حياة لمن تنادي منهم، فهم أنفسهم تحولوا إلى قضايا ومآسي وجراح، فلم تعد تعرف هل تبكي على نهر الفرات أم تنعى صنعاء التاريخ والحضارة.
يعيش الإقليم المضطهد مأساة لم يسبق لها مثيل منذ مآسي الحروب العالمية سيئة الذكر والسمعة والذكريات، لتستحق لقب مأساة القرن، وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا لو كان كيم جي مسلما ومن الروهينغا؟ هل كان سيتركهم يرحلون ويقتلون وتحرق أماكنهم؟
أليس السلاح النووي المحرم على غير من لا يمتلك الفيتو، كفيلا بحماية تلك الأقلية التي يغض العالم الطرف عنها لأنها فقط أقلية مسلمة ولأنه لا زعيم لها كزعيم كوريا الشمالية، يحميها من غدر السياسة وتناقض العالم الحقوقي في بعض الأحيان واللا إنساني في كثير من الأزمات والمواقف والقرارات.. لتبقى الإنسانية كنعمة مفقودة وميزة من الطبيعي أنها تفرق ولا تجمع.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.