نقولها بمرارة، ونحن جزء من هذا الشعب العربي الصابر، لا يمتلك المواطن اليمني أي خيار سوى خيار الموت فوق أرضه الطاهرة إما بسبب مرض الكلويرا، أو لغم أرضي زرعته المليشيا الحوثية، أو صاروخ جوي أطلقه أشقاؤه العرب من الجو! ماذا أبقت هذه المليشيات للبربرية والوحشية؟! تخرج فتاة في مقتبل العمر كي تشتري بعض الحاجات لعرسها، الذي كان من المقرر أن يكون بعد أسبوع، لكن، حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد انفجر بها لغم أرضي زرعته المليشيا الانقلابية وماتت على الفور. ولذلك، أصبح الشعب اليمني ضحية لصراع أطراف عديدة نذكر الأطراف الرئيسية في هذا المقال:
هناك أطراف إقليمية لا تريد للشرعية اليمنية أن تنتصر على طرفي الانقلاب لحاجة في نفس يعقوب. لكن، على هؤلاء أن يتداركوا الوضع قبل فوات الأوان. |
– الطرف الأول:
دمر النسيج المجتمعي والسلم الأهلي، وعاثت مليشياته فسادا في البلاد وبالعباد، ولا يزال يطمح بأن تقام دولة الولاية المزعومة، ولو على أنقاض المنازل، والجثث الهامدة! لا يضيره عدد القتلى، وتدمير البنية التحتية الضعيفة، وأنات الجرحى، وبكاء اليتامى وصراخ الجوعى، وأنين مرضى السرطان والكلويرا الذين تقطعت بهم السبل. كل همه هو تحقيق طموحه الشيطاني الجهنمي. لا يعرف هذا الكهنوت الصغير أن جرائمه التي يرتكبها بحق الأبرياء ستكون وبالا عليه وعلى جماعته، ولن تسقط بالتقادم طال الزمن أو قصر.
– الطرف الثاني:
هو ذلك الحاقد الذي يحاول أن يتستر على قبح جرائمه، من خلال كلامه المعسول عن الحوار، والمصالحة الوطنية … إلخ. لكن، في الحقيقة، يريد أن يقضي على الكل من أجل تحقيق حلم ولده كي يتولى الحكم. يخاف أن يظهر طموحه الحقيقي للشارع ومن ثم يزداد الغليان في الشمال والجنوب. لكنه، يظل في الحقيقة، مخادعا ورجل متناقضا، ينتقم من اليمن الكبير، الذي سمح له أن يحكمه لمدة ثلاثة عقود. صحيح هناك تحالف هش بين الطرف الأول والثاني، وتجمعهم بعض القواسم المشتركة منها الحقد على كل من يعارض انقلابهم المشؤوم. لن يدوم هذا التحالف، لأنه بُني على أسس غير شرعية، وقد ربما يتفجر الصراع في صنعاء بين طرفي الانقلاب.
– الطرف الثالث:
جاء من شرق جزيرة العرب وشمال اليمن، قال إنه جاء لنصرة المظلوم (الشرعية اليمنية)، لكن، ينطبق عليه المثل المشهور، "جاء يكحلها زاد عماها." لم يكن هم هذا الشقيق هو إعادة الشرعية اليمنية، بل تفكيك اليمن من أجل مصالحه الشخصية. يدعم هذا الشقيق (دولة الإمارات) مليشيات انفصالية في الجنوب اليمني ويريد تكوين دولة داخل دولة، ولو تفجرت حرب أهلية طاحنة تأكل الأخضر واليابس!
بالإضافة إلى جار اليمن الشمالي الذي ظلت سياسته في الماضي تجاه اليمن غير واضحة المعالم وحتى كتابة هذه السطور.
– في الختام…
نقولها وبدون تلعثم، هناك أطراف إقليمية لا تريد للشرعية اليمنية أن تنتصر على طرفي الانقلاب لحاجة في نفس يعقوب. لكن، على هؤلاء أن يتداركوا الوضع قبل فوات الأوان. كما ينبغي عليهم أن يعرفوا جيدا أنه إذا سقطت اليمن، فستكون العواقب وخيمة على أنظمتهم بالذات. لسنا متشائمين، لكن، يبدو أن المنطقة قادمة على سيناريوهات مفجعة بسبب السياسات غير موفقة لبعض فائدة دول الإقليم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.