الإمام أحمد هو الإمام الذي نحتاجه اليوم، لا إماما يقود إلى التفجير والقتل والإرهاب ولا آخر مزعوما يقوم أنصاره بنشر أفكارهم المتطرفة بالقوة وبسط نفوذهم بقوة السلاح تحت مسمى اقتراب ظهور إمامهم المنتظر. |
كم نحتاج اليوم أحمد بن حنبل الذي لا يتعصب لرأي ولا يقف مع سلطان جائر بل يختار المناظرة والجدال مع أصحاب الكلام في يوم جمع له أهل بغداد ووقف الإمام أحمد بن حنبل يجادل الحجة بالحجة والرأي بالرأي حتى أعجزهم جميعا، فلجأوا كعادة أصحاب الباطل المهزومين إلى استخدام العنف والترهيب، عل وعسى أن يرضخ ابن حنبل لمطالبهم ولما زين الشيطان لهم ولخليفة المسلمين المأمون ولكنه رفض وصمد في وجه تيار الباطل.
نحتاج لأحمد بن حنبل الذي يفني عمره في جمع الأحاديث الصحيحة ويتصدى لمن أراد العبث بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويجمع للمسلمين أحاديث نبيهم؛ لينفع بها الناس إلى يومنا هذا، وحتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من المكائد والدسائس التي أحيطت بالمسلمين يومها لولا رجال من أمثال أحمد بن حنبل.
نحتاج لأحمد بن حنبل الذي عاش لأمه كما عاشت له، فهي صاحبة الفضل الأول فيما وصل إليه، فقد كانت له الأب وهو الذي تربى يتيما والمعيل وقد عاش فقيرا، وأبت عليهما عزة نفسهما أن يقبلا إعالة عم أحمد لهما، فنعم الرجل أنت يا بن حنبل ونعم الأم أمك.
ألا يستحق مثل هذا العمل الرائع والعظيم في عصر السقوط الفني والدرامي أن يثنى عليه ويحظى بأعلى نسب المتابعة والمشاهدة علنا نستفيد من السيرة الإسلامية العطرة. |
فالإمام أحمد هو الإمام الذي نحتاجه اليوم، لا إماما يقود إلى التفجير والقتل والإرهاب ولا آخر مزعوما يقوم أنصاره بنشر أفكارهم المتطرفة بالقوة وبسط نفوذهم بقوة السلاح تحت مسمى اقتراب ظهور إمامهم المنتظر.. فلولا كان أحمد بيننا اليوم لكان سجينا في سجون الدكتاتوريات أو محكوما عليه بالإعدام أو تعرض لألف محاولة لاغتيال، فسيرته لوحدها تكفي لتعلن الحروب على أهل السنة والجماعة.
إلى جانب دور أحمد بن حنبل يظهر في العمل الدرامي الكبير شخصية من الشخصيات التاريخية التي كانت من أفضل الخلفاء الذين حكموا المسلمين وساهمت في عصر الازدهار والعلم والتطور.. الخليفة هارون الرشيد الذي كان يجول الشوارع مرتديا ملابس العامة ليعرف أحوال رعيته وليقترب منهم وليحاسب المقصرين فما أعظمه من خليفة.. وكم نحن بعيدون جدا عن سيرة الرجلين وكم نفتقدهما وأمثالهما وسيرتها.
ألا يستحق مثل هذا العمل الرائع والعظيم في عصر السقوط الفني والدرامي أن يثنى عليه ويحظى بأعلى نسب المتابعة والمشاهدة علنا نستفيد من السيرة الإسلامية العطرة والتي يراد تمزيقها اليوم وتخاض الحروب العسكرية والثقافية والفكرية ضدها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.