وأنا لا أتحدث عن الوسط السياسي فقط بل كافة الأوساط الرياضية والفنية والاجتماعية، فعلى سبيل المثال، أستذكر مرحلة ٦ سنوات عايشتها في الوسط الرياضي، جعلتني أقتنع تماما أن وجهة نظر الصحافة الرياضية غير صادقة تجاه الأشخاص من رؤساء أنديه أو مدربين أو لاعبين أو نقاد، فهي تعبر أصلا عن وجهة نظر بين قوسين كاتب الخبر أو المقال، حتى أصبح تشويه السمعة وتصفية الحسابات لا يحلو إلا بتلك الصحافة، والمثال ينطبق تماما على بقية المجالات.
في كل دولة سنجد المؤيد والمعارض، وليس عيبا أن يكون هناك شخص مؤيد لتوجهات الحكومة، وهناك شخص لا يعجبه التوجه، ولكن الخطر الأكبر هو المطبل الذي لا مبدأ له، ويبحث فقط عن استفادة مالية |
تصفية الحسابات والتي اتخذت من الصحافة والإعلام سبيلا لها، ليست الوحيدة التي احتلت الوسط الإعلامي، ولكن فئة المطبلين أو المضخمين للقرارات والشخصيات الحكومية حديثة الظهور، حيث ترى مقالات المديح والثناء والوصف بأجمل الأوصاف لشخصيات ربما لم تقدم حتى الآن شيئا يذكر، إنما لا تزال في طور الاجتهاد، وأكبر ضرر لهم هذا المديح الزائد، لأنه بلا شك يؤدي إلى ترجمة وضع يختلف كليا عن الوضع الحقيقي، لذلك احذروا دائما من مرتزقة الأقلام الذين يتألقون في استفادتهم الخاصة ولملء الجيوب فقط وهم أول من ينقلب على عقبه، فمن لا مبدأ له لا تستطيع أن تضمنه.
في كل دولة سنجد حتما المؤيد والمعارض، وليس عيبا أن يكون هناك شخص مؤيد لتوجهات الحكومة، وهناك شخص لا يعجبه التوجه، ولكن الخطر الأكبر هو المطبل الذي لا مبدأ له، ويبحث فقط عن استفادة مالية من أي طرف كان، سواء كان حكوميا أو كان معارضا أو مخالفا للرأي والتوجه، لذلك هناك أقلام أمينة، وهناك أقلام مأجورة، ومن الصعب أن تفرق بينهما في مقال واحد، ولكن مراقبتك الدائمة لأصحاب تلك الأقلام حتما ستكشف لك الكثير.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.