ماذا ينتظر الشرق الأوسط من كيد أمريكا التي لم تعد تدبر لنا خلف الكواليس وإنما بات تدبيرها واضحًا جليًا على مرأى ومسمعٍ من الجميع، العدالة لا تتجزأ ولا تفرق بين ديانةٍ وأخرى، نصارى الشرق الأوسط أهلنا الذين نشأنا على ودهم ومراعاة حقوقهم يؤلبهم علينا دونالد ترامب وكأننا لسنا شعبًا واحدًا نعيش في وطنٍ واحد، منذ القدم ورغم توالي الحكام وتتابع العصور كنا شعبًا واحدًا وما زلنا، وبالحديث عن مصر على وجه الخصوص فقد كنا نعيش جميعًا كجسدٍ واحد لا فرق بين مسلمٍ ومسيحي، حتى اليهود كانوا يعيشون جنبًا إلى جنبٍ مع المسلمين والنصارى قبل حركة الجيش المصري في ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢م.
الأزمة ليست في الشعوب، الأزمة في ساسة الدول وصناع القرار فإلى أين يتجه العالم إذا كان صناع القرار بين أمثال ترامب في أمريكا. |
من بذر بذور العنصرية بين أبناء الوطن الواحد ليختلق أزماتٍ وتفرقةً لم يكن لها وجود من قبل! حديث ترامب هذا بدايةٌ لما بعده، فكما أحدث ضجةً وأثار الكثير من الجدل واللغط في أول أيامه بقراراته المتعلقة باللاجئين المسلمين تحديدًا، وقراراته المروعة الأخرى سيلقى كلامه هذا صدًى واسعًا في الشرق الأوسط، والله أعلم ماذا سوف يحل علينا بعد ذلك، المشكلة في عنصرية هذا الرئيس لا تخص أمريكا وحدها، ولا تخص الشعب الأمريكي الذي خرجت جموعه معبرةً عن رفضها لقرارات هذا الرئيس المنتخب! والمحاكم الفيدرالية التي بدورها علقت قراراته اللامنطقية، وإنما المشكلة في تبعات قراراته وتصريحاته، التي تردد صداها في الولايات المتحدة بحرق المركز الإسلامي في ولاية تكساس، وفي كندا بالاعتداء المسلح على مسجد في مدينة كيبيك، الذي نتج عنه مصرع ٦ مصلين وإصابة آخرين أثناء صلاة العشاء، فكيف ترفض استقبال اللاجئين ومعظم مستشاريك من اللاجئين اليهود!
كيف ترفض استضافة اللاجئين من اليمن مثلًا وأنت تقوم بإنزالٍ جويٍ في بلادهم وكأنها حقٌ مستباحٌ لك تقتل وتحرق وتمضي كأن شيئًا لم يكن! الأزمة ليست في الشعوب، الأزمة في ساسة الدول وصناع القرار فإلى أين يتجه العالم إذا كان صناع القرار بين ترامب في أمريكا، وبشارٍ في سوريا، وكيم جونغ في كوريا الشمالية، والسيسي في مصر، وبوتين في روسيا، هل العالم على حافة انهيار جديد! أما من نهايةٍ لهذا الجنون! الله أعلم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.