معلومة 1: للحالمين أيضا بسقوط السيسي اليوم مع الحراك الشعبي بسبب أزمة صنافير ليس معناه سقوط النظام المصري أو إخراج العسكر من الواجهة السياسية ومن هرم الحكم والسلطة، لكن إسقاطه يعني تغييرا في مظهر وشكل النظام، فكل رئيس له توجهاته وسياساته واستبداده وفناكيشه.
المنظومة العسكرية لن تسمح أبدا بوجود قطب ثان ينافسها على السلطة، والتاريخ شاهد على سحق الإخوان في كل مناسبة تأكيدا لنفس المنطق |
معلومة 4: نقطة للنقاش فيما يخص المصطلحات المعممة حاليا عن ثورة 25 يناير ثم ثورة 30 يونيووحاليا ثورة 25 أبريل، عن أي ثورات يتحدثون؟! النظام المصري لم يسقط منذ انقلاب 52 وحتى الآن، وحتى لو استثنينا فترة حكم مرسي القصيرة جدا واعتبرنا ثورة 25 يناير ثورة، فحتى في هاته الفترة ظل العسكر المصري هو المتحكم في خيوط اللعبة من أولها لآخرها، وما السيسي سوى كومبارس.
ولإعادة تدوير المنظومة المصرية وجب أن تكسر إحدى القوتين المتصارعتين في الساحة المصرية وهما الشعب أو العسكر والعمل على تقويض تحكم العسكر في السياسة الداخلية والخارجية وفي الاقتصاد والأمن وهو المعطى الصعب جدا في الظروف الحالية للشعب المصري.
المعلومة 5: مشكل الإسلاميين في مشروعهم الفكري والسياسي الساعين لتنزيله والمتعارض بشكل صريح مع العلمانيين من جهة واليساريين من جهة والقوى المسيحية من جهة.. هذا التعارض لم يترك مجالا للتصالح ووضع قائمة بالمصالح المشتركة للسعي للإطاحة بالعسكر مما يعني بالضرورة ان العسكر باقون.
حلم العلمانيين بكرسي الحكم لن يتأتى، وأقصى ما يمكن أن يقدمه العسكر لهم هو دور الكومبارس |
المعلومة 6: مشكلة العلمانيين هو سعيهم لإثباث الوجود مهما كان الثمن ضد الإسلاميين الكتلة الكبرى في منطقة إسلامية عربية تدين للتاريخ والجغرافيا والديموغرافيا للإسلاميين، مما يدفع العلمانيين للتحالف مع الشيطان في سبيل كسر شوكة الإسلاميين.
العسكر المصري: بقاؤهم رهن بقدرتهم على التحكم بالشعب المصري وتخفيف حدة الغضب الشعبي وتحقيق الإقلاع السياسي والاقتصادي لمصر. فأمواج المد الشعبي تخطئ حينا، وفي أحيان كثيرة تنسف الجميع، وليست الثورة الإيرانية ببعيدة عنا.
الإسلاميون: بناء الدولة المصرية وتنزيل المشروع الفكري يحتاج لصبر وجلد وهذا ما أثبته الإخوان المسلمون غير ما مرة، لكن تحتاج لإعادة ضبط الأولويات، فانقلاب 30 يونيو أثبت أن الحركات الإسلامية لا تزال بحاجة لربح الأرض والإنسان.
العلمانيون: حلمكم بكرسي السلطة لن يتأتى، وأقصى ما يمكن تقديمه لكم من العسكر هو دور الكومبارس، لا بد من إعادة قراءة المنطقة بشكل جديد ومختلف مع تحديد الأولويات: هل إسقاط الإسلاميين أم إسقاط نظام جاثم على الصدور منذ 52؟
الشعب المصري: الجوع والفقر والاستبداد والفوضى والقتل والإرهاب والبطالة والفساد والأرض والعرض.. أليست هذه ضريبة كافية لتستفيق وتتوحد خلف الحرية؛ لا إسلامية ولا علمانية ولا عسكرية، اجعلها شعبية شعبية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.