لا ندري إن كان مروان سيتحرر قريبا، أم بعد حين من الدهر، ولا ندري كيف ستستقبل السلطة خروجه، ولا كيف سيتعامل مع المستجدات، ولكن خروجه سيشبه حجرا كبيرا ألقي في بحيرة السياسة الفلسطينية الراكدة.


مدير مركز القدس للدراسات السياسية
لا ندري إن كان مروان سيتحرر قريبا، أم بعد حين من الدهر، ولا ندري كيف ستستقبل السلطة خروجه، ولا كيف سيتعامل مع المستجدات، ولكن خروجه سيشبه حجرا كبيرا ألقي في بحيرة السياسة الفلسطينية الراكدة.

لم تعد الأنباء عن اتصالات أميركية- حمساوية تثير الدهشة فقد باتت من حقائق ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهي مفتوحة على شتى الاحتمالات ومثقلة بمختلف الشروط والمطالب المقابلة ومحاطة برقابة وتدخل إسرائيلي.

كيف تفكر حماس، ومعها بقية الفصائل، على المديين المتوسط والبعيد، لا سيما أن التقديرات جميعها، تذهب باتجاه منع الحرب، واستتباعا، المقاومة المسلحة، لعقود وربما لأجيال قادمة، من غزة على وجه التحديد.

ما بدأ في شرم الشيخ، أبعد من أن يختزل في “تفاصيل” عملية تبادل الأسرى، وخرائط الانسحاب. إنه بداية مشوار لترجمة نتائج الطوفان وحرب الإبادة وما ترتب عليهما من موازين جديدة.

ناقشت حلقة 2025/10/3 من برنامج “مسار الأحداث” رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المشروط على خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، والمآلات المتوقعة لهذا الرد.

بعد نجاح طوفانها في إعادة وضع فلسطين، على صدارة جداول الأعمال الدولية وبعد ما أحدثته من انقلابات في المشهد الأممي، تستطيع حماس، أن تقول بملء فمها، أنها وضعت غزة- رغم الألم- على سكة الخروج من الحصار.

الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين تشكل خطوة رمزية مهمة قد تعزز عزلة إسرائيل وتمد شرعية فلسطينية جديدة، لكنها محدودة الأثر ما لم تصاحبها إجراءات عملية واضحة وحسم مسائل الحدود والحقوق.

الجماعة بعد مئة عام تواجه تضييقًا غير مسبوق عربيًا ودوليًا، لكنها ما زالت قادرة على تجديد حضورها، ما يجعل مستقبل الإسلام السياسي مفتوحًا رغم حملات الاستئصال والدعوات إلى ما بعده.

العرب ليسوا بلا أوراق قوة، وليس صحيحا أبدا أن الدعوة لتفعيل مواقف أكثر قدرة على كبح المجرمين تنطوي على مقامرة.

في مراحل سابقة، كانت “الدولة” هي المقابل الذي ترجوه السلطة ثمنا للتنازلات المطلوبة أمريكياً وإسرائيلياً. اليوم، تقلص هذا المقابل، وصارت “التأشيرة” هي الثمن الذي ستتحصل عليه، إن هي قبل بإملاءات مذلة.
